الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

قصة الغريب بقلم "نعيمة نوار" 

 الغريب 

تمرد الفكر تمرغ الجسم المتهالك على الفراش فما شعر بنوم ولا ارتياح  كان يوما قاسيا منذ الصباح  لم يكن  مستجيبا لأي من انتضاراته  أراد أن يستحم استعدادا لمقابلة عمل  ففوجئ بانقطاع الماء  تشنج فلم يحسن اختيار ما سيضع من الثياب  كثف من العطور  حد الاختناق لإخفاء رائحة قد تكون مجرد وهم  ولا تزعج سواه  لم يسيطر على انزعاجه فلم يحض بحضور ذهني فقد  تشتت الذهن وتبلد الرد وكان لقاء ثقيلا على نفسه غير  أنه حافظ على هدوئه الجليدي  رغم ما بداخله من الصخب البركاني ليتها كانت هنا  لن يمارس الحب لكونها امرأة  فهي بمثابة الوطن لروحه ولمشاعره المتنافرة كان يهرع إليها كلما قست عليه المواقف وتكتلت  الأقدار مع الأشرار  يصر بقدر ما تصر  على خوض الغمار فأهل الحق لا يتكتلون وكلهم فرادى تجدهم  ثائرون خلافا لأهل الباطل فالمصالح والمغانم تجعلهم متوثبون وعلى التكتل مستبسلون نافذون لو كانت هنا  كان سيكتفي بالاستكان الى احضانها  والنوم يهدهده حنانها انها الكائن الوحيد الذي لا يفسر بكاءه ضعفا  وهدوءه انهزاما كانت ستفكك الألغام والألغاز ولها في ذلك طاقة الإعجاز  وستعيد ترتيب أركانه الغارقة في الفوضى والتنافر  بما لها من طاقة عجيبة وقدرة على احتواء ركامه  فيولد من جديد سليما معافى ويكف عن إيذاء نفسه

ليته يحلق عاليا ليجوب مشارف الكون عله يخترق الحجب  ويلتقي بها ولو ليوم أو ساعة أو... ربما الزمان يختلف في ذلك المكان  فيطول المقام  وان عاد  ربما يصبح صالحا  للحياة  سواء كان زهرة أو نبتة صبار  فبعض الأمر قدر وبعضه خيار

بقلمي "نعيمة نوار"  قصة الغريب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق