الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

 ( تباً لوقت فراغك ) بقلم د . عمر أحمد العلوش

 ( تباً لوقت فراغك )


لا تأتي اليَّ وقت فراغك ، من يتذكرك وقت فراغه ليس له عندك في سُلم القيم درجة ، فالإهتمام شي نابع من الذات والروح ، فالمجاملة هنا ممجوجة لأنها آنية فلن أجاملك ، فالمعاني الساميات لا تتأتى بتكَّلف .


من يفرغ نفسه لك جديراً بأن ترتقي به في سلم قيمك ، ويحضى بأرقى معاني الجمال الهادئ المُسالم .


فكم البون شاسعاً ... بين من يتفرغ لك ومن يفرغك من محتواك وكينونة وجودك ، من يأتيك وقت فراغه وتكون في ذيل قائمة إهتماماته ثق تماماً أنك لست إلا رقماً متهالكاً ومستهلكاً من قائمة لا يشرفك الإنتساب اليها .


فهذا ليس جديراً حتى بالمجاملة ، ذلك أننا نحرص كل الحرص عمَّن يأتينا ويفرغ


نفسه لنا .


فشتان بين من يفرغ نفسه للإهتمام بك ، 


وبين من يهتم بك ( مدعياً) وقت فراغه ،


فأنت لست بحاجة لوقته الزائد المهدور فليحتفط به لنفسه ، فالحاجات والقيم


الوجدانية مرهونة بأوقاتها .


فعندما نكون في إحتراق ولم تكن متفرغاً


إلا عندما يصبح جمرنا رماداً ،فتباً لفراغك


ولا حاجة لوردك ، فورودك الذابلة لا تليق إلا بنملٍ ذابل مثلها ، ولا لحِسانك لترقص في معبدي ، ولن أجعلك تقتحم وجهي لتكون ندبة تشوه طُهره .


تباً لفراغك ، فسماؤك لا تظلني ، ولامطرك


يسقيني ، فسمائي ليست سماؤك وزهري ليس من مطرك .....تباً لوقت فراغك 


بقلمي :د . عمر أحمد العلوش



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق