الأحد، 28 أغسطس 2022

 اتنفس غربتي بقلم الأديب 'المختار المختاري الزاراتي'

 اتنفس غربتي

والريح تصعد من الكلمات

بقوة الصمت الحالك

يا حزني الغامق

أمشي بي 

الى ثنية بسيطة في الذاكرة

فالوقت شارف على اغلاق باب الحان

والساقي اطرد كل الندمان

والرجوع الى الصحو قاتل هنا

اتنفس غربتي...

وها قمري يرافقني

من كل اتجاه اراه

يبسم لقلبي

ويقول:

لا تتلفت

خذ مسافة اخرى

وابتعد عن ظلك 

على ارض الخراب

يباب كل الذي يحيطك

والحب عاد من التراب 

الى التراب...

فلا تغتر بسراب البعيد

وقف على حد المستتر في اليم

هاك القلم...

واكتب على موج بحر يسود 

في هذه الساعة

من وحدة الليل

حين تبيض قلوب العشاق 

يحتمي بجحيم خياله

ويسلخ العبارة بثلج البدايات

هذي البلاد 

نخرها السوس

يستهويها موت واقعها

وتشويه كل الطقوس

هي الطاعون الذي يسكن هذي النفوس

وهي معبد لعبدة الشخوص

فلا تنتهي فيك

غادر

الى حيث تدوس على ورق الصرف

وتعيش بالحرف

للحرف

ولا تنحرف عن غايات الحب فيك

فانت الذي بالف

وها الاف اف

قف على طين الحكاية

وقل كل الذي يختف في خوفهم

وادحض بالحكمة ستاىر الخوف

وامشي بك الى حاىط 

حطمه 

لتبني بيتا لابراهيم جديد

لا يكسوه الزيف

ولا يلبس قصص الهرف

وتنفس غربتك

ها انا ارافقك حتى محطة الحب الاخيرة

هناك حيث تشمخ نخلاتك

وترقص فرسك طربا للقاء

وسينتهي كل التعب

وهذا العناء

فلا تخذل قلبك في اخر بصمة

واحضن روحك

بقوة روحك

لتحرك اشرعة النسف

لكل سحاب يحترف كذبته

وتكون اخر عشاق التراب 

جامع نار الصيف

في كف الخريف

اتنفس غربتي

احبتي غادروا

وها وحدي اقطف اسرار الغياب

وامشي حقيقتي بثقل اوزار البلاد

واوزاري في الحب وان ثقلوا

خفاف...

فلا تلم عاشقا قمري

اظناه العمر والشك في المراكز والاطراف

وقل

لم يجبن هذا المختار يوما

هو الواثق

وهو لقارب نوح مجداف

وها اتنفس غربتي يا قمري...


'المختار المختاري الزاراتي'




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق