الأحد، 6 مارس 2022

**سجينة.** بقلم الأديبة حبيبة المحرزي.

 **سجينة.**

فجراً يبدأ العد... "فاسدة... اثنان... ثلاثة..."، التسمية تتغير بتغير ساعة العد أو السجانة.
كل واحدة لها معجم خاص بها... بعضه من الخيانة والنذالة، وبعضه من الفساد والقذارة، والبعض الآخر من قلب الماخور.
وإذا ما اختل العد ونقصت فاسدة يعاد العد والفرز، كما تفرز الشياه عند العودة من المرعى... فيصبح" عاهرتان... أربع... ست... ثمان..."، وعندما ينتهي العد ويكون العدد تاماً يعدن إلى المربض، وتدعى بعضهن لمقابلة المرشدة أو الطبيب لتحشر في قائمة المريضات نفسياً اللاتي يجب هدهن بالحبوب المخدرة كي لا يلجأن إلى العنف، أو التحرش، أو الثورة وتشويش النظام العام.
ثم يكون توزيع الدواء بطريقة مهينة، فيها إجبار وعنف وسب وشتم... فينادى على السجينة، تقرب فمها من القضبان التي تسيج الضواية أعلى الباب، والسجانة تصرخ:
— حل فمك يا فاجرة... افتحي...
ثم تسكب الماء في فمها من قارورة بلاستيكية وهي تزمجر:
— ابلعي... افتحي فمك... ارفعي لسانك... كحي...
(كفارة).
حبيبة المحرزي.
تونس.
Habiba Meherzi
Peut être une image de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق