في ذوائبي
(في ذوائبي)
على خطوات الشاعر الكبير: البردوني رحمه الله تعالى.
-قصفتَ بالأمس الحكومة، أتنكر وقد سمعك حاجبي؟
_فاض جوفي، فأفرغتُ
شيئا من نوائبي!
وطني فيه اللظى
واللصّ بجانبي!
يُصادر كرياتي الحمراء
ويسرق راتبي.
ماذا تريدون منّي!؟
أناجائع، كجياع الأرض
تأكلني الغربة، وآكل مصائبي!
حاسبوا عنّي
وٱدفعوا ضرائبي!
-أجب ياهذا،
... أما شيعوك، مرارا
ودَوّن ذلك حاجبي؟!
كم مرة مِتّ؟ وهذه
تهمةأخرى، دوّن ياكاتبي.
_مِتُّ مرارا، ولم أمت!
وهذه إحدى عجائبي.
كوطني الفدى، سيبقى حيا، بدمي، بقلبي و بجانبي
سيبقى حبيبي وصاحبي!
-... فتشوه، وسجلِ الحيازة ياحاجبي.
_فتِّشوني
وحذار من حقائبي!
لقد كنتُ فقيرا، والثقوب تملأ جواربي!
وكنتُ أشرب دمعي،
حتّى يبتلّ شاربي!
واليوم، مَن مثلي، يامراقبي!؟
تورّمَت قدماي، بالسير
لوطني، وماوصلتُ
فقد صادرتم حلقي،
وأحرقتم مراكبي!
وبتُّ أشرب دمعي
أبكيني، وأبكي
وطني، وأهلي، وأقاربي!
حتّى غرقتُ في الملوحة، خذوها إن شئتم، تذوقوا بعض تجاربي!
سجّل يامراقبي:
لدي بطاقة هوية
وٱسمي:« اللاجئ» وفي أوطانكم، أربّي خرائبي!
فتّش، وإن تعبتَ، تعالَ وٱجلس، بجانبي.
لألقّنك ٱسمي كاملا
فأنا أعرف واجبي
دوّن يامراقبي:
ٱسمي يمتد، يشتد، تغوص، حدّ الغرق
جذوري.
من عكا للمجدل،
من يافا لغزة،
من رأس الناقورة، لأم الرشراش.
أناوالتصبر، نِدّين
لاتُكَبل لنا يدا، ومراكبه
مراكبي!
وإن ٱمتلأتُ، قلتُ ياصاحبي!
وسكبتُ على أوجاعي
كوبا، ومضيتُ أنا ومراكبي!
أتظن أنني هاهنا، وهاهنا ترسو مراكبي!؟
سجّل، فها كتابي،يبدو لك واضحا يامراقبي!
-اعتدل ياهذا، ولاتُغضب حاجبي!
وقّع على أقوالك
وزد ياكاتبي:
وجدنا بحوزته
وطنا!
اعترفْ، أين تخفيه؟ لاتستفزّ شاربي!
_خذوني
خذوني
قطّعوني،
وٱجلدوني،
تفنّنوا في قتلي
علّقوني، من حواجبي!
لن تجدوه مطلقا
لأنه في ذوائبي!
سجل يامراقبي!
بقلمي: ماجدة قرشي
(يمامة فلسطين)
عاشقة الشهادة