ذاكرة العبور ...
بين البارحة واليوم ...ثمرتين ناضجتين
حان قطافها من شجرة كنت زرعتها
في أرض الجدود ..وما تيسر من الحنين
زمن الكتابة وعزق الأرض الطيبة ...بمعول
عاشق معبقا برحيق عرق الأولين..
وزخات مطر ترويها بتلاوة الصابرين وفرسان
الحروف ...لما كنت ارسم أنغام عاشقي الأرض
على شفاه أوراق التوت والأشجار....مرددا
دوما ...عمل ....عمل ...أرض..أرض....امل
حياة ...واخر الكلمات ....قصائد ونصوص
تحت أنظار الجدود ...والاباء ...حتى انهم
صفقوا طويلا ...لما تلوتها ......حتى أن
أتى البيان ...لما واصلت الطريق ....منذ
اول قصيد كتبته بقليم مكتنز بأول همسة
هزت وجداني ...على جذاذة أوراق العنب...
ما جادت به قريحتي ....رميته ذات شتاء
قارس ...قبل الغروب ...في أعماق بحرنا ...
عسى وعل تحتضني من جديد كلما امر
من هناك حاملا شذرات اقصوصة اليوم
وبعض قصائد...لما بحثت عن ذاتي ...كلما
يراقصني ضياء قمر يحرسني كلما رن
جرس سقوط دمعتي السخية ....لما
يشتد الشوق إلى عزف القوافي....
هكذا تتالت الدواوين بين الثلاث ..
قلم ابا عثمان ...جاحظ جحوظ ...
يرسل حروفه على جناح الحمام الزاجل
لتبهر السامعين العاشقين المتيمين بانشودة
الضاد ...حتى أن بعضهم من ال القول والزجل
رقصوا رقصة السجود المعبق برحيق الذات
والأصول...بمعنى " نكون اولا نكون" ....
قلم بودلار ...وهيقو ...لأ راقص
الترجمان كلما ولد السؤال واستعصى
الفهم على الصابرين وفرسان البيت السعيد..
قلم سكسبير ...صاحب "اكون او لا أكون"
حتى أن آخر خيط فجر ضحوك....انشدته
سلين ديون ...بصوت حنون .." لأنك تحبني "
بمعني الرومنتيقية شادية " because you love me ...
هذا رنين البارحة ....
اما ذاكرة اليوم ...هزني السؤال إلى همسة الجلاء
لما رن جرس ترجمان الاشواق لصاحب الانغام
العاشق خميس ترنان ....الذي تنهد لينشد
بأنه مريضا فان ...اليوم كتبت على جدران بيته
لولا ك ...لما غمرنا النسيان ....ومن هناك حملت
ازهاري الأولى...رسمتها على جناح حمام زاجل
ليحط بي في بيتنا الجميل ....أين مكثت
بفنائه لأرسم على غرفه وجدرانه ....
ذاكرة أيامي وترجمان الاشواق...لما
راقصت دروب دموعي العاشقة....
التي انهمرت مدرارا زمن الوداع والرحيل ...
..
رن جرس العودة إلى دياري ....بعد
سجود القوافي في أحضان المساء ....
ترجلت الطريق رفقة بدر منير ...تارة يبتسم
وتورا يشع حروف وكلمات قصيد القادم ...
هكذا تمادى السهر...حتى ارتخفت جفوني ...
لتحتضنني احلام لذيذة ...هي خواتيم الحصاد
وبدايات دواوين جديدة ...حتما تحمل نسائم
الحسن وبذائخ الأفكار النيرة
رنين آهات الاطلال والوجدان
الدكتور عبدالرزاق بالوصيف من تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق