الأربعاء، 15 يناير 2025

أو ليس بعد؟......ليس بعد بقلم الأديبة. لطيفة بنت البشير الزوالي

 أو ليس بعد؟......ليس بعد


كان عليّ أن أقاتل عقارب الزمن

فأغويه فأخضعه فأستبقه

حتى لا يقولون إنّي غافلة


كان عليّ أن أسامر القدور ليلا

فأعد الولائم للأفواه الجائعة

حتى لا يقولون إنّي طالحة


كان عليّ أن أكتفي بقبلات محمومة

والبقيّة تنتظرني في أوقات الحرّ القائظة

حتى لا يقولون إنّي باردة


كان عليّ أن أذهب إلى العمل

صباحا مساء كالأغنام الطائعة

 وأنتظر غباء زعيم يحسبني وصيّته

حتى لا يقولون إني نائمة


كان عليّ أن أتمشى في ردهات المحاكم

وأقرع الأجراس في القاعات الهادئة

وأقرأ الأخبار في الجرائد الزائفة

حتى لا يقولون إنّي فاسدة


كان عليّ أن أزور المرضى

وأقبل أوجاعهم وآلامهم

والمستشفيات تفتح أفواهها الناتئة

حتى لا يقولون إني قاسية


كأني في معراجي إلى النور

أو ليس بعد؟....أو ليس بعد؟


أخاف من سؤال عزرائيل لي

أين كتبي وأوراقي و قلمي

وأنا لم أنه نهايات صحيفتي


أخاف من الموتى وهم كثيرون

سيسألونني عن أنباء أنبائي

وأنا لا أتقن أنباء غيري


 ماذا لو هبطت من رحم أمي

وفي يدي قلمي و دواتي

كنت قرأت ألف كتاب و كتاب

و دونت ألف كتاب و كتاب

وحرقت كل الكلمات التي أحرقت قلبي

وحملت كل العلوم إلى موتاي

 لأروي ظمأهم وأشفي غليلهم


 والآن أشق عليّ أن ألقاهم

وجرابي خاوية من كتبي

سأغافل عزرائيل وأبعده عني

 ولن أنزل في محطة الموتى

النازلون كثيرون و سيتلهى عني 

محطات كثيرة تنتظر عبوري 

سأعبر ولن تشهد استسلامي

بين الفينة والفينة يترصدني

بين اللحظة واللحظة يفاجئني

بين العتمة والعتمة سيرى خيالي

بين الحيلة والحيلة سأخبئ حقيقتي 


كأني في معراجي إلى النور

أو ليس بعد؟.....أو ليس بعد؟


لن أرتاح حتى أكمل عهدتي

لن أتنفس حتى أكمل مشقتي

لن أذهب حتى أكمل عدتي


سأقعد في مكاني أشرب حبر دواتي

سأعقد القلم في لساني وأكتب أخباري

سأشرب ماء البحر وأسقي به علومي


لن ألقى موتاي وأوجاعي معي

سيحملونها عني ومن جديد ينشؤنني

لن أرحل قبل أسترد حقوقي

سأوزعها على موتاي لعلهم يستبشرون


كأني في معراجي إلى النور

ليس بعد......ليس بعد


بقلم لطيفة بنت البشير الزوالي

03جانفي 2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق