الأربعاء، 15 يناير 2025

ألحق بهريرة الأعشى ناسكا بقلم الكاتب ▪︎ جلال باباي( تونس)

 ▪︎ ألحق بهريرة الأعشى ناسكا


             ▪︎ جلال باباي( تونس)


• تصدير: 

قال الأعشى في مطلع معلقته:

"ودِّعْ هريرةَ ..إن الركب مرتحل

وهل تطيقُ وداعا أيها الرجلُ..."


فتماهيت قائلا:


و هل بإمكاني الرحيل ونصفي متورٌم؟

فوق فراش عزلتي

يهجره التهيام قبل الأجلُ..

 تمضي مغادِرةً دون وداع

 تتركني للريح

 تغتال مضجعي على عجل 

أنا المشتاقٌ ومني  الحبُ يشتعلُ

لا خير في شاعرٍ

 والروحُ غائبةٌ ،جسدي وجلُ

إن شاءت يسراي العليلة

 أن تخبِرْني صاحت ما العملُ!!

قد أخطأت شكواي

 إمٌا أن اسحبْ قصيدتي

أو الحقْ بهريرةَ  الأعشى

فهو  الباقي أحسبه الأملُ..

●●●●

من على شرفة ثنايا الوداع 

أقف منكسرا

أدير ظهري لقافلة الرٌُحٌل

 أهيٌأ قلبي حتى يقلب الصفحة

 يذيب بؤس سقوطي 

مهلا على مهل

سوف أعيد الودائع إلى أهلها

 قبل أن تمضي بي خطاي

 إلى هلاكي مغمسا بالحنظل

قد مزق العشق خاصرة كبرياء ها 

 ضاع تحت الأنقاض تهيامي وأملي .

... أعدٌ كثرة جراحاتي

أنادي فوق التلال

 أعيدوا لنا  أطياف من سبقونا

 وخذوا خُيَلاَء أحزاننا ثم إرحلوا  

ترفٌق بهشاشتنا يا عام

انزع خنجرك الدامي من قلوبنا

 ثم انحني ِللْوَحل 

 خفٌف يناير وطأة نحيبك 

 فنحن نشتاق إلى الفرح منذ الأزل

 يعلو سقف الأماني

 إما أهزوجة ننظمها للأحبة 

أو نطرٌز لهم عيد ذاكرة و طلل

 اليوم أحبتنا في غزة

بهم كرب و الدمع يمزق أفئدتنا

فما قيمة الفرح في حضرة العلل؟

 إذا كان الرمح في الظهر منغرس

 دمنا يراق 

و مصابنا فوق الأرض جلل

ستبقى الرؤوس ما حيينا

 إلى السماء  شامخة

 ننتظر إلى حين 

خلاص الأمة المؤجٌل .


           ¤ ١٤ يناير ٣٠٢٥



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق