قصة قصيرة
تحويل مسار
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
بعد مضي أكثر من ربع قرن عدت للمذاكره قصه السلحفاه و الارنب لولدي الصغير حينها عادت بي الذاكره لأيام الطفوله
و معاناتي الدراسيه حينها خاصه أنني تلميذ ضعيف المستوي في مدرسه حكوميه مهمله المرافق في بلدي قروي مكدسه الفصول بتلاميذ تبدو عليهم اثار الفقر
و رغم تلك المعاناه الا انا محمد جاري رغم كل ظروفه الصعبه و يتمه الا أنه تفوقه كان مثار دهشه و اعجاب لي
حتي اتي اليوم الذي شرحت لنا ابله اجلال درس سباق السلحفاه و الارنب و كيف ربحت السلحفاه السباق بالتركيز و الاصرار و الاستمرار في الركض مستغلا تكاسل الارنب و غروره
حينها وضعت نفسي مكان السلحفاه و بدات في المذاكره المستمرة و الانتظام في الدراسه و تحسنت درجاتي إلي حد ما و من سنه إلي سنه دخلت المرحله الثانويه بصعوبه و معي في الفصل محمد جاري المتفوق
ومع المرحله الجديده رمزت اكثر في المذاكره و الحضور حتي اتي اليوم الذي استوقفتني أحدي المسائل الصعبه في الرياضيات و اصراري علي حلها دون الاستعانه بالمدرسة أو الاجابات النموذجيه و ظللت محاولا الحل ساعات و ساعات دون جدوي حتي تنقضي الليل و انا اجاهد لفك رموزها و مع اشراقه الصباح توجهت إلي المدرسه وانا في غايه التعب و العراق وايضا الإحباط
و لما وجدني محمد بهذه الحاله أثناء الفسحه استفسر عن سبب ارهاقي و بعد انا أخبرته طلب مني اللقاء بعد اليوم الدراسي لحل تلك المسأله معي
و بالفعل بعد خروجنا من لمدرسه اخرجت الكتاب و أشرت إلي المساله و بمجرد أن نظر إليها التقط القلم من جيبي و قام بحلها في بضع خطوات بسيطه و بدون اي مجهود
لم ابتهج لحل المسألة بقدر حزني عندما قارنت المجهود الذي بذلته في الح ل لم أصل إلي نتيجه و محمد الذي حلها بمجرد النظر إليها
و بمجرد أن عدت إلي المنزل دخلت غرفتي و اغلقت الباب خلفي متجها إلي السرير مستلقيا عليه وقد انتابني موجة من البكاء الهستيري ،ربما اكتشفت أن السلحفاه مهما فعلت لا تستطيع أن تسبق الارنب و أن ما تعلمته في الماضي من هذا الدرس عباره عن خيال ادبي و ليس الحقيقي فهما كانت سرعه السلحفاه فالارنب اسرع بكثير هكذا منحته الطبيعه تلك النعمه التي لا تستطيع السلحفاه ابطئ المخلوقات مهما تدربت و مهما أهمل أن تسبقه
حينها قررت تحويل مساري التعليمي إلي المدارس الفنيه حتي تكون ارنب فقد سئمت علي مر سنوات دراسيه عديده أن أكون سلحفاه
و بينما يمر شريط الذكريات امامي نظرت إلي ابني فلم أجده فقد فهم الدرس مبكرا و تسلل إلي فراشه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق