الجمعة، 7 فبراير 2025

الجزءُ الثالِثَ عشَرَ من قصيدتي "رهينُ النَّكباتِ" بقلم د. أسامه مصاروه

 الجزءُ الثالِثَ عشَرَ

من قصيدتي

"رهينُ النَّكباتِ"

المكوَّنةِ من

350 رباعيَّةً

301

إنْ يَلْبِسِ الْحِمارُ ما نَلْبِسُ

أوْ يَضَعِ التاجَ أَلا يَرْفِسُ

إنْ يَحْمِلِ الأَسْفارَ قاطِبَةً

هلْ بيْنَ كُتّابٍ لنا يَجْلِسُ

302

كيْفَ وهذا الْجَحْشُ لا يَمْلِكُ

كرامةً حتى بِها يُدْرِكُ

غريزَةُ الْجَحْشِ الْبَهيميَّةُ

لَسَوْفَ بالْجحْشِ غَدًا تَفْتِكُ

303

فَخَيْلُهُ يا عُرْبُ لِلْفُرْجَةِ

ورُبَما للْفَخْرِ والْبَهْجَةِ

ليْسَتْ خُيولَ خالِدٍ أَبَدًا

إذْ لَمْ تَكُنْ للْعَرْضِ وَالسَّحْجَةِ

304

والنَّفْطُ لنْ يَظَلَّ لِلْأَبَدِ

لَسَوْفَ يَخْتَفي كما الزَّبَدِ

والناسُ أصْلًا لا وُجودَ لَهُم

إلّا كَما الْعَبيدِ في الْبلَدِ

305

أَيُّ مصيرٍ أيُّ مُسْتَقْبَلِ

لِشَعْبِكُم في زَمَنٍ مُقْبِلِ

بلا مشاريعَ ولا دوْلَةٍ

فالْحُكْمُ كُلُّ الْحُكْمِ للْهَيْكَلِ

306

وَدْراكْيولا في كهْفِهِ الأَسْوَدِ

يَدْعَمُ كلَّ ظالِمٍ مُعْتدي

وَهُمْ عِطاشٌ دائِمًا لِلدَّمِ

كَطَبْعِ كلِّ حاقِدٍ مُلْحِدِ

307

تخيَّلوا وُقوفَ مُعْتَصِمِ

معْ قيْصَرِ الرّومِ وَمِنْ عَدمِ

لا مُسْتَحيلٌ قدْ تَقولُ لنا

ما رأْيُكُمْ بِثَلَّةِ الْغَنَمِ؟

308

وَدَعْمِهِمْ لِمُجْرِمٍ نَتِنِ

وَقاتِلٍ مُعْتَمَدٍ عَفِنِ

أيُّ مُبَرِّرٍ لِذِلَّتِهِمْ

وَذَمِّهِمْ على مدى الزمَنِ

309

وَهلْ يَهُمُّ الْعبْدَ إذلالُهُ

وَهلْ يُخيفُ الْغَرْبَ أنْذالُهُ

لوْ أنَّني لمْ أُخْلَقَنْ أبَدًا

ما هَمَّني الْعَبْدُ وَأَمْثالُهُ

310

ما همَّني الْمَزيجُ ما هدَّني

ولا الْغَريبُ مِثْلُكُمْ صَدَّني

يا وَيْلَكُمْ منْ غضَبِ الْقادِرِ

رُحْماكَ يا مَنْ بالْهُدى مَدَّني

311

وَبالْوُقوفِ صامِدًا صابِرا

وَرُغْمَ بطْشِ الْمُعتدي ثائِرا

دَعوْتُكَ اللّهُمَّ في محْنَتي

فُكُنْ لنا عوْنًا وَكُنْ ناصِرا

312

بينَ الْعبيدِ ليْسَ مَن ينْصُرُ

بلْ مَنْ يبيعُ الْعِرضَ أوْ يَفْجُرُ

أعْلَمُ أنَّني سَأُغْضِبُكُمْ

لكِنّني أسْألُ مَنْ يَغْدُرُ

313

بِدَعْمِهِ الرُّومَ على قَتْلِنا

هَدْمِ ديارِنا وَإِذْلالِنا

أمُسْلِمٌ أنْتَ وَمِنْ مِلَّتي

عَقيدَتي حتى وَمِنْ أصْلِنا

314

يا ربَّنا هيِّئْ لنا مِرْفَقا

يَكُنْ لنا مِن غَدْرِهِمْ مُعْتِقا

واجْعلْ لَهمْ مِنْ فوْقِهِمْ ظُلَلًا

وَبَيْنَهُمْ يا ربَّنا مَوْبِقا

315

قالوا بِأَنَّ الرَّبَّ قدْ يُنْعِمُ

على أُناسٍ ثُمَّ يَنْتَقِمُ

كَمْ طُرُقٍ للرَّبِّ كمْ سُبُلٍ

نجْهَلُ كُنْهَها ولا نفْهَمُ

316

رُبَّ سخيفٍ بكَ لا يؤْمِنُ

والْخَطَرُ الأَكْبَرُ لا يُتْقِنُ

إلّا الْجُنونَ معْ كلابٍ لَهُ

أَنْجَسُهُمْ أَقْذَرُهُمْ نَتِنُ

317

جُنونُ شيْطانِهِمُ الْعَفِنِ

قدْ حرَّرَ الْمُنْتِنَ منْ رَسَنِ

كلاهُما ظَنّا بِأَنَّهُما

يُقَدِّرانِ دوْرَةَ الزَّمَنِ

318

جهَنَّمُ الَّتي تُهَدِّدُنا

بِها وَحِقْدًا تَتَوَعْدُنا

هلْ أنتَ أمْ ربُّكَ خالِقُها

وَمَنْ سِوى الرَّحْمنِ يُنْجِدُنا

319

إنْ كُنْتَ يا مُسْخُ مُؤّجِّجَها

وَكُنْتَ لا الرَّبُ مُهَيِّجَها

امْنَعْ بِدايَةً حَرائِقَها

في أرْضِكُمْ إنْ كُنتَ مُخْرِجَها

320

وَيْلَكَ أيُّها المَريضُ الشَّقي

يا كافِرٌ بِكُلِّ أمْرٍ نَقي

انْظُرْ إلى وَجْهِكَ ماذا ترى

وَجْهًا لِإِبْليسَ بِهِ تَلْتَقي

321

حتى تُخَطِّطا إبادَتَنا

لِتَمْنَعا بِها إعادَتَنا

فَلْتَعْلَما إنْ تَمْكُرا مَكْرُكُمْ

لَطالَما قَوّى إرادَتَنا

322

إنْ يَجْبُنِ الْعُرْبُ أمامَكُما

وَيَبْتَغوا فقطْ سلامَكُما

كيْ يُقْعِيَ النَّذلُ على عَرْشِهِ

لنْ يُحْسِنَ الرَّبُ خِتامَكُما

323

أمّا ذُبابُ الْعُرْبِ حُكامُهُمْ

أذْنابُ غَرْبٍ بَلْ وَخُدامُهُمْ

فَمِثْلُ غيْرِهِمْ إلى صَقَرٍ

حيْثُ مِنَ الزَّقومِ إطعامُهُمْ

324

لكِنَّ صمْتَ الْعُرْبِ يُدْخِلُني

مَدْخَلَ ذُلٍّ بلْ ويَجْعَلُني

لا شيْءَ عِنْدَ حاقِدٍ نَتِنِ

وعِنْدَ مَنْ بالذُّلِ يقْتُلُني

325

أعْداؤُنا الثَّلاثَةُ اتَّحَدوا

إبليسُ ثُمَّ الْغاصِبُ الْمُلْحِدُ

ثمَّ مُلوكُ الْعُهْرِ مِنْ عَرَبٍ

أمّا لنا فَالواحِدُ الأَحَدُ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق