الجزءُ الثالِثَ عشَرَ
من قصيدتي
"رهينُ النَّكباتِ"
المكوَّنةِ من
350 رباعيَّةً
301
إنْ يَلْبِسِ الْحِمارُ ما نَلْبِسُ
أوْ يَضَعِ التاجَ أَلا يَرْفِسُ
إنْ يَحْمِلِ الأَسْفارَ قاطِبَةً
هلْ بيْنَ كُتّابٍ لنا يَجْلِسُ
302
كيْفَ وهذا الْجَحْشُ لا يَمْلِكُ
كرامةً حتى بِها يُدْرِكُ
غريزَةُ الْجَحْشِ الْبَهيميَّةُ
لَسَوْفَ بالْجحْشِ غَدًا تَفْتِكُ
303
فَخَيْلُهُ يا عُرْبُ لِلْفُرْجَةِ
ورُبَما للْفَخْرِ والْبَهْجَةِ
ليْسَتْ خُيولَ خالِدٍ أَبَدًا
إذْ لَمْ تَكُنْ للْعَرْضِ وَالسَّحْجَةِ
304
والنَّفْطُ لنْ يَظَلَّ لِلْأَبَدِ
لَسَوْفَ يَخْتَفي كما الزَّبَدِ
والناسُ أصْلًا لا وُجودَ لَهُم
إلّا كَما الْعَبيدِ في الْبلَدِ
305
أَيُّ مصيرٍ أيُّ مُسْتَقْبَلِ
لِشَعْبِكُم في زَمَنٍ مُقْبِلِ
بلا مشاريعَ ولا دوْلَةٍ
فالْحُكْمُ كُلُّ الْحُكْمِ للْهَيْكَلِ
306
وَدْراكْيولا في كهْفِهِ الأَسْوَدِ
يَدْعَمُ كلَّ ظالِمٍ مُعْتدي
وَهُمْ عِطاشٌ دائِمًا لِلدَّمِ
كَطَبْعِ كلِّ حاقِدٍ مُلْحِدِ
307
تخيَّلوا وُقوفَ مُعْتَصِمِ
معْ قيْصَرِ الرّومِ وَمِنْ عَدمِ
لا مُسْتَحيلٌ قدْ تَقولُ لنا
ما رأْيُكُمْ بِثَلَّةِ الْغَنَمِ؟
308
وَدَعْمِهِمْ لِمُجْرِمٍ نَتِنِ
وَقاتِلٍ مُعْتَمَدٍ عَفِنِ
أيُّ مُبَرِّرٍ لِذِلَّتِهِمْ
وَذَمِّهِمْ على مدى الزمَنِ
309
وَهلْ يَهُمُّ الْعبْدَ إذلالُهُ
وَهلْ يُخيفُ الْغَرْبَ أنْذالُهُ
لوْ أنَّني لمْ أُخْلَقَنْ أبَدًا
ما هَمَّني الْعَبْدُ وَأَمْثالُهُ
310
ما همَّني الْمَزيجُ ما هدَّني
ولا الْغَريبُ مِثْلُكُمْ صَدَّني
يا وَيْلَكُمْ منْ غضَبِ الْقادِرِ
رُحْماكَ يا مَنْ بالْهُدى مَدَّني
311
وَبالْوُقوفِ صامِدًا صابِرا
وَرُغْمَ بطْشِ الْمُعتدي ثائِرا
دَعوْتُكَ اللّهُمَّ في محْنَتي
فُكُنْ لنا عوْنًا وَكُنْ ناصِرا
312
بينَ الْعبيدِ ليْسَ مَن ينْصُرُ
بلْ مَنْ يبيعُ الْعِرضَ أوْ يَفْجُرُ
أعْلَمُ أنَّني سَأُغْضِبُكُمْ
لكِنّني أسْألُ مَنْ يَغْدُرُ
313
بِدَعْمِهِ الرُّومَ على قَتْلِنا
هَدْمِ ديارِنا وَإِذْلالِنا
أمُسْلِمٌ أنْتَ وَمِنْ مِلَّتي
عَقيدَتي حتى وَمِنْ أصْلِنا
314
يا ربَّنا هيِّئْ لنا مِرْفَقا
يَكُنْ لنا مِن غَدْرِهِمْ مُعْتِقا
واجْعلْ لَهمْ مِنْ فوْقِهِمْ ظُلَلًا
وَبَيْنَهُمْ يا ربَّنا مَوْبِقا
315
قالوا بِأَنَّ الرَّبَّ قدْ يُنْعِمُ
على أُناسٍ ثُمَّ يَنْتَقِمُ
كَمْ طُرُقٍ للرَّبِّ كمْ سُبُلٍ
نجْهَلُ كُنْهَها ولا نفْهَمُ
316
رُبَّ سخيفٍ بكَ لا يؤْمِنُ
والْخَطَرُ الأَكْبَرُ لا يُتْقِنُ
إلّا الْجُنونَ معْ كلابٍ لَهُ
أَنْجَسُهُمْ أَقْذَرُهُمْ نَتِنُ
317
جُنونُ شيْطانِهِمُ الْعَفِنِ
قدْ حرَّرَ الْمُنْتِنَ منْ رَسَنِ
كلاهُما ظَنّا بِأَنَّهُما
يُقَدِّرانِ دوْرَةَ الزَّمَنِ
318
جهَنَّمُ الَّتي تُهَدِّدُنا
بِها وَحِقْدًا تَتَوَعْدُنا
هلْ أنتَ أمْ ربُّكَ خالِقُها
وَمَنْ سِوى الرَّحْمنِ يُنْجِدُنا
319
إنْ كُنْتَ يا مُسْخُ مُؤّجِّجَها
وَكُنْتَ لا الرَّبُ مُهَيِّجَها
امْنَعْ بِدايَةً حَرائِقَها
في أرْضِكُمْ إنْ كُنتَ مُخْرِجَها
320
وَيْلَكَ أيُّها المَريضُ الشَّقي
يا كافِرٌ بِكُلِّ أمْرٍ نَقي
انْظُرْ إلى وَجْهِكَ ماذا ترى
وَجْهًا لِإِبْليسَ بِهِ تَلْتَقي
321
حتى تُخَطِّطا إبادَتَنا
لِتَمْنَعا بِها إعادَتَنا
فَلْتَعْلَما إنْ تَمْكُرا مَكْرُكُمْ
لَطالَما قَوّى إرادَتَنا
322
إنْ يَجْبُنِ الْعُرْبُ أمامَكُما
وَيَبْتَغوا فقطْ سلامَكُما
كيْ يُقْعِيَ النَّذلُ على عَرْشِهِ
لنْ يُحْسِنَ الرَّبُ خِتامَكُما
323
أمّا ذُبابُ الْعُرْبِ حُكامُهُمْ
أذْنابُ غَرْبٍ بَلْ وَخُدامُهُمْ
فَمِثْلُ غيْرِهِمْ إلى صَقَرٍ
حيْثُ مِنَ الزَّقومِ إطعامُهُمْ
324
لكِنَّ صمْتَ الْعُرْبِ يُدْخِلُني
مَدْخَلَ ذُلٍّ بلْ ويَجْعَلُني
لا شيْءَ عِنْدَ حاقِدٍ نَتِنِ
وعِنْدَ مَنْ بالذُّلِ يقْتُلُني
325
أعْداؤُنا الثَّلاثَةُ اتَّحَدوا
إبليسُ ثُمَّ الْغاصِبُ الْمُلْحِدُ
ثمَّ مُلوكُ الْعُهْرِ مِنْ عَرَبٍ
أمّا لنا فَالواحِدُ الأَحَدُ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق