إلى منْ سَخِرَ منَ العُمْرِ و ربَط الشِّعرَ بالشَّعرِ :
☆《و تَسْألُنِي....》☆
و تَسْألُنِي : "كيْفَ شَابَ القَذَالُ؟
"وأكْرَى الدَّلالُ وغَاضَ الجَمَالُ؟
"و كَيْفَ غَزا الجَدبُ وَردَ الخُدُودِ
وأهْوَتْ على النَّاظِرَينِ الظِّلَالُ؟"
تقُولُ :" أشَابَ لدَيْكِ القَصِیدُ
كما شَابَ شَعرٌ و حَطّتْ رِحَالُ؟
“لمَاذَا الحُرُوفُ لَدَیْکِ ثُلوجٌ
عَلَی سَفْحِهَا قَدْ تَهاوَی الخَيَالُ؟
“و شَحّتْ هُطُولُ مُزُونِ القَوافي
كَنبْعٍ جَدِيبٍ جَفَتْهُ القِلالُ؟ "
فَأصمُتُ وَلْهَى و يَهْفُو حَنِيني
و يَذْبَحُنِي مِنْكَ هَذا السُّؤالُ
وأجْمَعُ أشْتَاتَ سُقْمِي وَ شَيْبِي
و يَخْفقِ مِنْ جُرفِ صَمْتِي المَقَالُ
ٍلِیَسْکُبَ فِي شَفَتَيَّ کَلامًا
حَزینًا و لَكنْ كَسَاهُ الجَلَالُ :
"سُؤالُك سُخْرٌ و قَهْرٌ وجَوْرٌ
وغَدرٌ لِعهْدِ الوَفاءِ اغْتِيالُ
وشَيْبي نُضَارٌ و شَيْبُكَ زَيْفٌ
تَشظّتْ عَلَى قَدَميْهِ الخِصَالُ
أشِبْتُ ولا زِلْتَ أنْتَ شَبابًا؟
ومَا زالَ يَنْدَى لَدَيْك الدَّلالُ؟
أهَلَّ شِتَائِي و مَازِلْتَ تزْهُو
رَبيعًا قَرَاهُ الهَوَى والوِصَالُ؟
و شَحَّتْ هُطُولِي عَلَى حَقْلِ شِعْري
و مَا زَالَ يَروِيكِ نَهْرٌ زُلالُ ؟
أتًمُّوزُ انْتَ هَجَعتَ زَمَانًا
ومَا فَتَّ فِي عَضُدَيْكَ العِقَالُ؟
أَفَقْتَ بِحِضْنِ الهَوَى والأمَانِي
وأوْرَقَ فِي مُقْلتيْكَ النّوَالُ؟
أجَاءَتْكَ قُبْلَةُ عَشْتَارَ تَسْعَى
بعِشْقٍ جَفاهُ الوَنَی وَالكَلَالُ؟
فأوْرَفْتَ طَلْعًا وطَلًّا وفُلًّا
و مَاهَ مِنَ الغُصنِ شَهْدٌ حَلَالُ؟
تَأمّلْ بِسِفْرِ السّجَايَا و قُلْ لِي
هلْ الحُسْنّ شَعرٌ هَفَا أمْ فِعالُ؟
هَلْ الحُسْنُ عنْدَك ثَغْرٌ و قَدٌّ
وَ وَردٌ زَها فَوْقَ خَدٍّ..و خَالُ؟
أشَعرُكَ لَيْلٌ و شَعري رَمَادٌ؟
وَ عَيْناكَ نُورٌ و عَيْناي اَلُ؟
أَشَيبُكَ دُرٌّ وشَيْبِي صَدِيدٌ؟
وهَذِي غُضُونِي سَقامٌ عُضَالُ؟
وهَذِي أخَادِيدُك الزُّهرُ حَرثٌ
سَينْبُتُ فِيها الجَنَی والجَمَالُ؟
فأنْتَ بِعيْنِ التَّجَافِي تَرانِي
سِنِینًا عِجَافًا رُؤاَهَا اعتِلَالُ
تَأمّْلْ غُضُوني.. فَفِي كُلِّ خَطٍّ
و تَجْعِيدةٍ قِصّةٌ واكْتِمَالُ
ومَادامَ في النَّبضِ جَذْوَةُ جَمْرٍ
فَلَا ضَیْرَ انْ شَابَ مِنِّي القَذالُ
☆☆☆
كَلامِيَ فَي حَضْرةِ الحُمْقِ حُمْقٌ
وصَمْتِي مِنَ الإْنحِدَارِ انْتِشَالُ
سَأصمُتُ... لْنْ ينْفعَ اليَوْمَ فِينَا
علَى طَاوِلاتِ الغَبَاءِ جِدَالُ
وهَذا شُعُورِي تِجَاهَكَ حَقْرٌ
وهَذا قَصِيدِي إليْكَ اَرتِجَالُ
فَلنْ أعصِرَ النّبْضَ شَهْدًا زُلَالًا
لِمَنْ ذَوْقُهُ قَدْ قَلَاهُ الزُّلَالُ
وكَيْفَ أصُوغُ لَكَ اللّوْمَ شِعرًا
وفْهْمُك لِي وَالقَوِافِي مُحَالُ؟
قَصَائدُنا الزُّهْرُ تَسْمُو شُمُوخًا
عَلَى عَالمٍ جَالَ فيهِ الهُزَالُ
و عُمْرٍ تَعَمَّدَ شَيْبًا ولَكِنْ
عَلَى جَانِبَيْهِ تَصَابَى رِجَالُ
وشِعرٍ علَى عَرشِهِ جَالَ سُخْفٌ
فَدُكَّتْ رُؤوسٌ و صَالتْ نِعَالُ
و حُكَّامِ أمْرِ بأهْوائهُم حَيْ▪
ثُ مَا مَالتْ الرّيحُ ضَجُّوا و مَالُوا.
《 سعيدة باش طبجي☆تونس》
أفريل 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق