الجمعة، 7 فبراير 2025

إشراقة شمس = 19 = بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة

 إشراقة شمس 


= 19 =


سمعت يوما الشيخ طاهر خير الله - رحمه الله تعالى - و هو يخطب على المنبر [ منبر جامع الروضة بحلب ] [1980] قال : بشوق و لهفة رأيت في منامي ليلة أمس النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، قلت يا رسول الله: ما بال هذه الشدة التي نحن فيها ؟ [ كانت حلب في ذلك الوقت تعيش حالة رعب و خوف و شدة و أسى من بطش و سطوة الطغمة الحاكمة الحاقدة ] 

فقال عليه الصلاة والسلام: ( ذهب هلال و بقي هلالان )


وددت يومها أن يبين لنا الشيخ المراد من تلك الكلمات الموجزة لكنه لم يفعل بل تركها دونما تفسير ! فكنت أقلب وجهات النظر و الاحتمالات الواردة فيها؟ لكنه ما من رأي جلي يتوقف عنده تفكيري


مضت الأيام تلو الأيام تلو السنين و مازلت أفكر و أفكر في تلك الكلمات التي قالها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم للشيخ، و لم أجد في ذهني بارقة أمل بانتهاء حكم الطغمة الفاسدة الحاقدة التي تسوس الناس بقوة الحديد و النار و تتحول معها حياة الناس الى جحيم لا تطاق 


مات الطاغية الأول، و خلفه ولد يقال أنه لم يكن من صلب أبيه، و ظهر الولد الخلف بداية بمظهر الحمل الوديع ثم ما لبث الولد أن ترك الأمر بغباء منه و هبل إلى أفرع المخابرات تحل مشاكل البلاد بطريقة تحلو لها ! 


و انطلقت شرارة الثورة الثانية [ إذن كانت شرارة الثورة الأولى من حلب الشموخ 1978] 

انطلقت شرارة الثورة الثانية من درعا العزة و الكرامة، و سبب انطلاقتها: السلوك الهمجي الخائب لفرع الأمن العسكري هناك


و عادت سورية ثانية إلى مجازر الطغمة الحاكمة الحاقدة و سلوكها الأرعن، حيث تولت الأفرع الأمنية - بكل مسمياتها - قمع الثورة السورية الثانية بوحشية لا مثيل لها على مر التاريخ

و بالنسبة إلى حلب على الأقل يقال أنه تم وأد الثورة فيها و عادت الحياة إلى طبيعتها !!

 

و كان من قدر الله المقدر أن يتجمع في إدلب الخضراء [ و ستبقى خضراء إن شاء الله تعالى ] نخبة و صفوة من شباب مؤمن مجاهد صادق في وجهته و توجهه، و يتم ذلك التجمع تحت إمرة و قيادة البطل المجاهد المخضرم المحنك سياسيا و عسكريا /أحمد الشرع/


و كم كانت الطغمة الحاكمة الحاقدة في سورية تصك أسماعنا خلال تلك الفترة بأن سهيلها الحسن يجهز قواته [ههههههههه] لاقتحام إدلب! 


و لكن الذي حصل هو العكس إذ انطلقت جحافل التحرير من إدلب الخضراء باتجاه حلب يقودها رجل المهام الصعبة أحمد الشرع

و تم الفتح الطيب المبارك بإذن الله تعالى 


و تتحرك بعدها جحافل التحرير نحو حماة و حمص و دمشق، و تفتح تلك المدن بأقل أقل خسائر ممكنة


و هنا تصدح مآذن سورية كلها بتكبيرات العيد 

نعم إنه عيد و أقسم بالله إنه عيد لدى الآباء و الأمهات و الشباب و الصغار و الكبار ، إنه عيد النصر، عيد التحرير ، عيد عادت معه العزة و الكرامة لهذا الشعب المقهور

 

و هنا تتحقق رؤيا الشيخ طاهر رحمه الله تعالى و تتحقق كلمات النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، لقد مضت الثورة الأولى (هلال1) 1982 من غير عيد، و مضت الثورة الثانية (هلال2) من غير عيد، و ها هو (هلال3) يبشر بقدوم العيد و يبشر بانتهاء الشدة التي أفضت مضجع الشيخ طاهر خير الله رحمه الله تعالى و سأل النبي المصطفى صلى الله عليه عن زمن انتهائها، و يبشر بقدوم زمن الرخاء


- و كتب: يحيى محمد سمونة - حلب. سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق