إشراقة شمس
= 19 =
سمعت يوما الشيخ طاهر خير الله - رحمه الله تعالى - و هو يخطب على المنبر [ منبر جامع الروضة بحلب ] [1980] قال : بشوق و لهفة رأيت في منامي ليلة أمس النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، قلت يا رسول الله: ما بال هذه الشدة التي نحن فيها ؟ [ كانت حلب في ذلك الوقت تعيش حالة رعب و خوف و شدة و أسى من بطش و سطوة الطغمة الحاكمة الحاقدة ]
فقال عليه الصلاة والسلام: ( ذهب هلال و بقي هلالان )
وددت يومها أن يبين لنا الشيخ المراد من تلك الكلمات الموجزة لكنه لم يفعل بل تركها دونما تفسير ! فكنت أقلب وجهات النظر و الاحتمالات الواردة فيها؟ لكنه ما من رأي جلي يتوقف عنده تفكيري
مضت الأيام تلو الأيام تلو السنين و مازلت أفكر و أفكر في تلك الكلمات التي قالها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم للشيخ، و لم أجد في ذهني بارقة أمل بانتهاء حكم الطغمة الفاسدة الحاقدة التي تسوس الناس بقوة الحديد و النار و تتحول معها حياة الناس الى جحيم لا تطاق
مات الطاغية الأول، و خلفه ولد يقال أنه لم يكن من صلب أبيه، و ظهر الولد الخلف بداية بمظهر الحمل الوديع ثم ما لبث الولد أن ترك الأمر بغباء منه و هبل إلى أفرع المخابرات تحل مشاكل البلاد بطريقة تحلو لها !
و انطلقت شرارة الثورة الثانية [ إذن كانت شرارة الثورة الأولى من حلب الشموخ 1978]
انطلقت شرارة الثورة الثانية من درعا العزة و الكرامة، و سبب انطلاقتها: السلوك الهمجي الخائب لفرع الأمن العسكري هناك
و عادت سورية ثانية إلى مجازر الطغمة الحاكمة الحاقدة و سلوكها الأرعن، حيث تولت الأفرع الأمنية - بكل مسمياتها - قمع الثورة السورية الثانية بوحشية لا مثيل لها على مر التاريخ
و بالنسبة إلى حلب على الأقل يقال أنه تم وأد الثورة فيها و عادت الحياة إلى طبيعتها !!
و كان من قدر الله المقدر أن يتجمع في إدلب الخضراء [ و ستبقى خضراء إن شاء الله تعالى ] نخبة و صفوة من شباب مؤمن مجاهد صادق في وجهته و توجهه، و يتم ذلك التجمع تحت إمرة و قيادة البطل المجاهد المخضرم المحنك سياسيا و عسكريا /أحمد الشرع/
و كم كانت الطغمة الحاكمة الحاقدة في سورية تصك أسماعنا خلال تلك الفترة بأن سهيلها الحسن يجهز قواته [ههههههههه] لاقتحام إدلب!
و لكن الذي حصل هو العكس إذ انطلقت جحافل التحرير من إدلب الخضراء باتجاه حلب يقودها رجل المهام الصعبة أحمد الشرع
و تم الفتح الطيب المبارك بإذن الله تعالى
و تتحرك بعدها جحافل التحرير نحو حماة و حمص و دمشق، و تفتح تلك المدن بأقل أقل خسائر ممكنة
و هنا تصدح مآذن سورية كلها بتكبيرات العيد
نعم إنه عيد و أقسم بالله إنه عيد لدى الآباء و الأمهات و الشباب و الصغار و الكبار ، إنه عيد النصر، عيد التحرير ، عيد عادت معه العزة و الكرامة لهذا الشعب المقهور
و هنا تتحقق رؤيا الشيخ طاهر رحمه الله تعالى و تتحقق كلمات النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، لقد مضت الثورة الأولى (هلال1) 1982 من غير عيد، و مضت الثورة الثانية (هلال2) من غير عيد، و ها هو (هلال3) يبشر بقدوم العيد و يبشر بانتهاء الشدة التي أفضت مضجع الشيخ طاهر خير الله رحمه الله تعالى و سأل النبي المصطفى صلى الله عليه عن زمن انتهائها، و يبشر بقدوم زمن الرخاء
- و كتب: يحيى محمد سمونة - حلب. سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق