إشراقة شمس
= 17 =
كان لاقتحام رجال الأمن منزل الأهل - في الأول من شباط 1981 - و استيطانهم فيه يوما و ليلة، كان له عندنا أكثر من تفسير، إذ ربما كانوا يسعون إلى اعتقال الأشخاص الذين سوف يخبروننا باستشهاد رضوان [ إذا صح هذا الاحتمال فقد كان شباب الطليعة أسرع من رجال الأمن في هذه، حيث وصل أحد أفراد الطليعة قبل رجال الأمن بساعة و كان أبي و أمي و أختي في حالة صلاة عندما قرع جرس الباب و أسرعت ابنة أختي - سبع سنوات - و فتحت الباب فتكلم فتى الطليعة بكلمات سريعة لم تفهمها ابنة أختي، و اختفى]
لكن أختي حين سمعت و هي تصلي اسم رضوان إنتابتها رعدة و انقبض قلبها ذلك أنه
عند الظهيرة قال لها أنه يستبشر بشهادة 😢
و الاحتمال الثاني لاقتحام رجال الأمن بيت أهلي هو الحيلولة دون إقامة عزاء باستشهاد أخي [ ذات مرة فيما كان صديقي سعد رحمه الله تعالى يوزع منشورات دعوة للإضراب تم اصطياده من قبل رجال الأمن ثم منعوا أهله من استقبال أحد للتعزية فيه ]
و الاحتمال الثالث لدخول عناصر الأمن بيت أهلي هو نصب كمين لاعتقال أخي بدر
كان أخي بدر قد اعتقل في مظاهرة جامع الروضة و أفرج عنه بعد أربعة أشهر من تاريخ
اعتقاله و التحق بعد الإفراج عنه مباشرة بوحدته العسكرية
و عندما استشهد رضوان لم يكن بدر في سورية لانه بمجرد أن تسرح من الخدمة الإلزامية سافر إلى لبنان تمهيدا للسفر إلى ألمانيا حيث يمتلك صهري زوج أختي كازية هناك - في ألمانيا -
لكن أخي بدر حين سافر إلى لبنان لم يكن لديه /جواز سفر/ فاضطر عمي الذي كان يعيش في لبنان منذ أمد بعيد أضطر عمي أن يشتري لأخي جواز سفر مزور، و حين صعد أخي إلى الطائرة مسافرا الى ألمانيا، صعد رجال الأمن اللبناني الطائرة و أنزلوه منها بحكم اكتشافهم حقيقة جواز سفره
أيها الأحباب إنما أسرد لكم تلك القصص لأبين لكم حجم المعاناة التي كنا نعيشها في ظل تلك الطغمة الحاكمة لبلدنا الحبيب سورية
ترى كيف تلقت أمي أخبار أخي بدر و ما كان يعانيه ؟ هذا ما أبينه لكم في ورقة لاحقة بعون الله تعالى
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب. سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق