«(§)»ثقافة التصنع والتكلف«(§)»
الجزء السادس
رؤيتى : د/علوى القاضى.
... فى نهاية الجزء السابق تكلمنا عن دور الطبيب النفسى فى العلاج والتعامل مع الشخصية المتصنعة المتكلفة
... أما دورنا نحن فى العلاج لايقل أهمية عن الطبيب ، لأنه أحد طرق العلاج ، عن طريق الدعم العائلي والتقبل النفسي لكل المحيطين بالمريض ، والعمل على حضور العديد من الجلسات العلاجية التي تجمع المريض بغيره من الحالات المشابهة ، والتي تعاني من ذات المشكلة ، وكيف أنهم تخطوا مشاكل الشخصية المتكلفة وأصبحوا أفراد صالحين في المجتمع ، وقادرين على السيطرة على رغباتهم ، والعمل على تقبل أنفسهم في المجتمع الذين يعيشون فيه ، وأحيانا قد يصف الطبيب بعض العلاجات الدوائية التي تساهم في العلاج في مراحله الأولى
... وأخيرا أحبابى وطنوا أنفسكم ، إحترام الناس سلوك حضاري ومبدأ أساسى ، وليس فقط ألفاظ نفاق تقال من أجل التملق ، والإحترام لشخص معين هو نظرة إيجابية نشكلها حول طريقة عيشه وطريقة تعامله معنا والسمات الحقيقية الظاهرة والمستورة على شخصيته وكذا أفكاره المطروحة لنا أولغيرنا
... إذن حدد من هم أصدقائك الأوفياء الذين يؤثرون عليك إيجابا وحذاري من متقلبي الوجوه المتصنعة المنافقة الذين يؤثرون عليك سلبا ، وأبتعد عمن يحاولون إحباطك بهوامش تافهة في منعرجات حياتك ، فالعلاقات المبنية على الإحترام والثقة والشفافية بلامصالح هي علاقات ناجحة ودائمة ، تستمر لوقت طويل في مختلف نواحي الحياة ، سواء الشخصية أو العملية أوالإجتماعية وبطرق شفافة
... اللهم أرزقنا البطانة الصالحة التى تساعدنا للرجوع الى الله ، ولنصل إلى ذلك يجب ان تختفي الشخصية المتصنّعة التي نعمل بها بين الناس ، حينها يتسع عالمك ، وروحك ، ونفسك ، وذوقك ، وكل جميل ، وتختفي السلبيات ، لأنه لامكان لها ، هذه الخطوات هي الرجوع الى الله راضياً مرضياً عارفاً حكيما
... واعلموا أن من جماليات البساطه ، الإكتفاء بالموجود ولو كان قليلآ ، فالنفس التي تربت على القناعه لاتتطلع إلى مالدى الآخرين ، ولايوجد ماهو أحلى من البساطة والعفوية والحديث بكل أريحية ، التكلف أفسد حياتنا ، وكثير ماسعى خرابآ في علاقاتنا التي أصبحت أكثر تعقيدآ و إرهاقآ ، فكم إشتقنا للبراءة بدلا من الزيف والخروج عما هو طبيعي ومألوف ، فبساطه الأفعال الصادقة تترك في النفس أثراً عميقاً
... ضرورى أن نتعامل مع الشخص المتصنع بالتجاهل بذوق وأدب ، وعدم مجادلتهم ، وكن هادئا ولاتهتم بهم ونبه الناس إليهم
... وأنت أيها المتصنع ، حاول أن تجد نفسك وتعرفها وفقا لمفاهيمك ، وتجنب التركيز علي الماضى وعدم السماح لنفسك بالنمو والتقدم ، وتوقف عن الإهتمام بنظرة الآخرين إليك وكن صادقا مع نفسك ومنفتحا ، وتوقف عن القلق بشأن ماسيحدث مستقبلا خصوصًا في المواقف الإجتماعيه ، وبذلك تعود تدريجيا إلي طبيعتك ، وفي العلاقات القريبة ، كن على سجيتك ، وإيّاك والتصنع والتكلف ، لأن التصنع داء يقتل روحك ، ويجعلك مضطرب نفسيا ، والوضوح والإنبساط يريح نفسك ، ويطمئنك في المجالسة ، وتستمر شخصيتك في العطاء والمقابلة ، والذي لايرضى بحقيقتك ، فلست بحاجة الية ولاتحاول أن تكن مثاليًا فأنتَ بشر تصيب وتخطئ ، تحب وتكره ، تمرض وتشفى ، تقوى وتضعف ، كن دومًا على سجيتّك ، وكف عن تقمص الأدوار التي تبدو بها للآخرين ، وكأنَّكَ آتٍ من عالمٍ آخر ، كمالك في كونك أنت لاغيرك ، والطبيعة الحقَّة أن تتصرف بجبلّتك العفويّة دون أن تُظهر للآخرين أنَّكَ مميز ، أوتختلف عنهم ، ولاتُحاول أن تصنع لك أكثر من شخصيّة من أجل جلب إنتباه الآخرين واهتماماتهم
... هل أضحينا ممثلين ؟! لماذا لاتكن إنسانًا بسيطا عفويًا ؟! بدون أن تُسدي لنفسِكَ مزيدًا من التّصنع ، والتكلف ، والزيف الذي سيذوب سريعًا ، الناس دائمًا تميلُ إلى الذي يكونُ قريبًا من أرواحهم ، حكاياتهم ، مآسيهم ، يتسامرُ معهم يُشاركهم ضحكاتهم ، حتى لوكُنتَ ذو مكانة إجتماعية ، أو تحمل شهادة عليا ، كن على يقين أن الشعور بالآخر هو أساس العلاقات ، فعندما نستشعر أن الآخر يشعر بنا ويفهمنا فإننا تلقائيًا لانريد مفارقته بل وندمن صحبته ومرافقته ، فهو يتحدث بخواطرنا قبل النطق بها ويقدم المساعده دون طلب ، والأهم من ذلك أننا نستطيع التعامل معه على سجيتنا دون الحاجه إلي التصنع والتكلف ، إن الإحساس بالآخرين والشعور بهم علامة حقيقيه من علامات النفس السوية والإحساس الراقي والنضج العقلي بل خلق من أخلاق الدين الصحيح
... تحياتى ...
... إلى الخاتمة فى الجزء السابع ؛؛؛؛
... تحياتى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق