من شابه أباه فما ظلم ..
يحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء وما أن وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه
وقال له : يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي فاذهب واشترى لنا نصف كيلو لحم من أحسن لحم
ذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشترى شيئاً
فسأله أبوه : أين اللحم !
أعطنا أحسن ما عندك من لحم
فقال الجزار : سأعطيك لحماً كأنه الزبد
قلت لنفسي : إذا كان كذلك فلماذا لاأشتري الزبد بدل اللحم ..
فذهبت إلى البقال
وقلت له : أعطنا أحسن ما عندك من الزبد
فقال: أعطيك زبداً كأنه الدبس
فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك فالأفضل أن أشتري الدبس .. فذهبت إلى بائع الدبس
وقلت: أعطنا أحسن ما عندك من الدبس
فقال الرجل : أعطيك دبساً كأنه الماء الصافي
فقلت لنفسي : إذا كان الأمر كذلك .. فعندنا ماء صافٍ في البيت
وهكذا عدت دون أن أشتري شيئاً
قال الأب : يالك من صبي شاطر .. ولكن فاتك شيء
لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكانٍ إلى دكان !
فأجاب الابن لا يا أبي .. أنا لبست حذاء الضيف ..
كتاب : البخلاء - الجاحظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق