«(§)»ثقافة التصنع والتكلف«(§)»
الجزء الخامس
رؤيتى : د/علوى القاضى.
... يقول سيدنا عمر رضي الله عنه : « أظل أهاب الرجل حتى يتكلم ، فإن تكلم سقط من عيني ، أورفع نفسه عندي » ، وهذا يعتمد على صدقه أو تصنعه ، وكان أمير المؤمنين يتمتع بفراسة ولباقة مع من يتحدث معه
... وغالباً مايكون التصنع بسبب ( الفقر ) وعدم تقبل الشخص لظروفه المادية والصبر لحين تحسن الأحوال والحصول على المال الحلال ، فيدعي الحساب ذاك في (البنك) أو أن يدعي أن هذا الشخص الشهير (والده) أو أحد أقاربه أو أنه يمتلك (البيت) الكائن في الحي ، وغيره من أساليب التصنع التي قد تنجح أحياناً ، لكنها ماتلبث أن تتكشف عند موقف يقلب الموازين وهذا تماما ماحدث فى فيلم ( أنا لاأكذب ولكنى أتجمل )
... أخى الكريم لبناء شخصيتك النقية إحذر أن تتكلف أوتظهر بمظهر ليس لك ولاتنادي بمثاليات طوال الوقت ليست فيك ، لأنك بهذا تزرع بذرة الرياء في قلبك وسترويها تصرفاتك المتكلفة ، إجعل الناس ترى قلبك يسير في طريق التوبة فيسيروا وراءك ومعك ، وليس من الضرورى أن تخرج منتصر دائما ، أحيانا تحتاج أن تخرج عن المألوف وتنزل قليلا بمستواك الفكرى وترى الناس وتقترب منهم وتتقبلهم كما هم ، كلامك الإنجلش مع البواب أوزملاءك ، ورفضك لثقافة أهلك وتربيتك لكلب وإنت أصلا أحوج للتربية أكثر منه فهو يضرب به المثل فى الوفاء وأنت تفتقده ، هذا التصنع عمره مايخليك برستيج ولا ابن ناس بالعكس دايكشف قد إيه أنت بتعانى من مشاكل نفسية مثل التسامى والشعور بالنقص والإنهزام الداخلى فى شخصيتك ، وانت تحاول تدارى عيوبك بأنك توصف نفسك بأجمل الصفات وتتنك على الناس ، لازم تتعلم أزاى تتعامل مع الناس إلل أقل منك ( طبعا فى نظرك فقط ) وتحترمهم زى مابتتعلم أزاى تتعامل مع الناس اللى أحسن منك ، صدقنى الشخصية القوية هى الشخصية المتصالحة مع نفسها ، ومش بتتكسف من عيوبها ، وبتشتغل عليها لإصلاحها وبتعرف تتكلم أزاى إنجلش وإمتى لهجتها تتناسب مع ثقافة اللى بتكلمها مش الشخصية المتصنعة إلل كل أسلوبها مليان تسامى ودونية ، واعلم إن الشخصية المتكلفة شخصية غير سوية ومكروهه ومنبوذه من المجتمع ، وعادة مايرجع هذا إلى مشاكل تربوية منذ الصغر أدت إلى تصرفك بهذه الطريقة غير السوية ، ومن أبرز هذه التصرفات هي تصرفات الأب والأم تجاه أبنائهم أوالتعامل معهم بالتقليل من شأنهم أوالتقليل من قدراتهم مما جعلهم شخصية ناقمة أو غير راضية وضعيفة وخائفة من مواجهة حقيقتها أمام الناس ، وغير متقبلة لنفسها وتخشى من حكم الناس عليها وتدعى بما ليس فيها ، وأحيانا نتيجة قهر الأب والأم لأبنائهم ، وأحيانا المعاناة والفقر ومعاناة الأبناء منذ الصغر ، وهو الدافع الأساسي لإدعاء غير الواقع والتصنع والسعي إلى التكلف في التصرفات والمشاعر ، فهناك من يدعي المحبة والطيبة على الفقراء والمحتاجين وهو في الواقع قد عاش تجربة إجتماعية سيئة تفتقر إلى الإحتواء والمحبة والدعم النفسي والمادي ، فيسعى دائماً إلى لفت الإنتباه إلى الأعمال الخيرية وكيف أنه يحب مساعدة الأخرين ، وهو في الحقيقة أبعد مايكون عن ذلك ، غير أنه يلفت الإنتباه والتكلف أمام الناس ، وهذا يؤكد عدم ثقتة بنفسه وشكه الدائم في محبة واحترام الآخرين له ، ويتصف بالكذب المستمر والإدعاء بغير الحقيقة ، كرد الفعل الزائد والمنفعل والعدائي والإهمال في الواجبات الإجتماعية ، والميل إلى السخرية من الأخرين ، والتسفيه من أعمالهم ، والرغبة في الوحدة ، وعدم تكوين صداقات أو الإندماج في الأنشطة المختلفة
... وعلاج الشخصية المتصنعة المتكلفة يتم على مراحل أبرزها :
. . أولا : إدراك الشخص لنفسه والإعتراف بأنه أمام مشكلة حقيقية تتطلب العلاج النفسي
. . ثانيا : مراجعة الطبيب النفسي الذي يعمل على تقييم حالتة النفسية وتشخيصها بشكل جيد وبدء العلاج
. . ثالثا : الكشف البدني لفحص ماإذا كان هناك مشكلة عضوية ترتبط بمشكلة نفسية مثل مشاكل الحروق والإعاقات العضوية والنفسية وغيرها من المشاكل الإجتماعية ، إلى جانب اختبارات شرب الكحول والمخدرات وغيرها
. . رابعا : الكشف النفسي
ويكون عن طريق تحليل شخصية المريض وسؤاله عن حياته وتاريخه العائلي ، والمناقشة حول سلوكه وانفعالاته وطموحاته ، في محاولة من الطبيب للوقوف على بواطن المشكلة الحقيقية والعمل على علاجها ، وهذا دور الطبيب فى التعامل مع المريض
... تحياتى ...
... ويبقى دورنا نحن فى العلاج فى الجزء السادس ؛؛؛؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق