كأنّي بنحسٍ ..
أبَتْ أدمعُ العينِ إلاّ انسكابَا
ومن ألَمي ما أسيغُ الشّرابَا
رمانَا الزّمانُ بكلّ الرّزايا
حروبٌ توالتْ تسوقُ العذابَا
كأَنّي بِنَحْسٍ على العُرْبِ يَجْري
يُطيرُ بكلّ بِلادٍ غُرَابَا
أراضٍ لَنَا قَدْ غزتها ذئابٌ
وتُنْشِبُ في العربِ ظُفْرًا ونَابَا
ولمْ أرَ ظُلْمًا كظلمِ قريبٍ
بهِ بعضُ قومي يتُوهُ مُصابَا
أيا شَامُ فيك عدوٌّ حقودٌ
يصبّ الكؤوسَ مرارًا وصَابَا
ويذبُل في أرضك الياسمينُ
وأشْباحُ موتٍ تَجوبُ الهضابَا
وفي غَزّة يهدمونَ بُيُوتًا
ودكّوا المشافي ودكّوا القبَابَا
وأطفال في غَزّة يقتلونَ
وتَنْتَحِبُ الأمّهاتُ انتحَابَا
ويا قدسُ كمْ مزّقتك المآسي
وما من قريبٍ دُعِي فاستجابَا
وفي يَمَنٍ عيشُهُمْ كجحيمٍ
أماكنُ فيه تصيرُ يبَابَا
مذاهبُ ياعربُ قَدْ فرّقَتْنَا
وتنتهبُ الأرضُ منّا انتهَابَا
فيشقى القطيع بدربِ المَآسِي
وليسَ كمثْلِ الرّعاةِ تغابى
وراعٍ بكلّ الوعودِ استبانَا
فلمّا رفعناهُ .. صدَّ وحَابَا
زَمانًا بوحدتنَا قَدْ حلُمْنَا
فكنّا على الدّرْبِ نقفو سَرابَا
صبرنَا .. قبلنَا بكلّ المآسي
متى يفتَحُ اللهُ للنّورِ بَابَا
رفا الأشعل
(على المتقارب)
تونس (16/02/2024)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق