* رقية خاشعة
اتّعظت ممّن حوّلت دفترَها القديمَ رمادا ،
وهشّمت مزهريتها اليتيمة
وعبثت ببعض الذّكرى
كمن يعبَث عمدا بوريده .
جاهدتُ النّفسَ،
وفكرةً عليلة تجثم على الصّدر
كي لا يتعثّر الكلمُ ويتهاوى البيان ،
فمشعل يميني وهن قبسه
والمشوار، مازالت طويلةً أنفاسُه ..
يباغتُ جمالُ صبري شغفَ الحزن ..
أكفُل نباتَ الأرض ،
وأجعلُ من دفتر أشعاري وطنا محرّرا
أولّي العزيزَ على خزائنه !!
وله أن يطعمَ طيرَ الدّهشة ويسقيَه !!
فالقلبُ المجبول على السّخاء
يذرف حنينه كلّ حين ،
كعين جُبلت على الشّروق
تذرف دمعها بسخاء ... ساعة الرّجاء
وهذا القلم الفصيح
يسدّد بوحه للفؤاد ، فيقتله
ويحييه !!
لا تفلت يدا طفت على سطح الماء ،
امسحْ على رأس الحرف ،
أُقم طقوس الرّقية في خشوع !!
تُفلح...
وهل يفلتُ كمانٌ عصاه ؟!
ذات لحظةٍ بالغةٍ الحرارة
عظيمة الاستحضار ؟!!
يميل حرفي من وجع
يتراقص ، أعرجَ ...
كطفلة ؛ أَعدِل وقفتي تباعا،
أرنو إلى قول كريم ، لم تؤت اللّغة
بمثله من قبل ،
وقد صاغته بكبرياء ..
ولأن القرى لا تتّبعُ المرسلين
يكذّبون حديثهم
وإن توالت كراماتهم عددا ، مددا ..!!
أوقدتُ في دمي نارا -- !
جهّزت دلاء فضفضتي ونويت ما نويت،
تطهّرت من رجس المخاوف،
زارتني الكلمات
فازدانت شفتاي بقصيدة
أضمّد بها جرحا، مفتوحةً شهيّته
أرسل حفنةً من حروفها سلاطين
إلى أقطار طهّرها العشقُ
وأجعل بعضها شموسا واقمارا
ومواويل شجيّة من ناي يئنّ
وأنا وأنت ثانينا قمر ،
ثالثنا خيال يرفع بالغيه إلى مصافّ
السّحاب !!
خامسنا سرّ كثيف محمّل بالمعنى
لا عتاب بعد اليوم ،
أبوح بسرّي لعشب وحدتي
فيمسح دمعا من مآقي الحكاية
وأعلن بدء مواسم العفو
أثبّت ضلوعي أعمدة للخيام ،
أفتح الأقفاص لجراد الشّؤم ،
أغريها بمحاصيل الخريف طعاما
وأعاود طقوس رقيتي الخاشعة .
•••••••••••••روضة بوسليمي / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق