... . القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 30 )
_ أنا سامعه اسمي هنا بيتقال كتير
_ دايما هتسمعي اسمك ياقلبي عشان انتي أجمل حاجة في حياتي
_ وفي حياتي أنا كمان
_ شكلكم كده بترسموا على حضن وبوسة صح
_ عن نفسي أه صح
_ خلاص أنا هبوس ماما وانت ياأنكل تبوسني
، ثم ودعته هي وصاصا وكانت تبدو وكأن دموعها تعلن شيئا ما على خدها عندما كانت تستقل سيارتها تودعه مرات ومرات والضابط عماد يشير لهم بيده مبتسما
واستقلت شاهي السيارة بجوارها والدها سيادة اللواء وخلفهما جلست صاصا ، التي ظلت تشير له بيديها الصغيرتين من الزجاج الخلفي للسيارة وهو يشير لها مبتسما
نسيتُ صديقي الكاتب وقنبلته والمعرض وجمهور المعرض كما نسي الضابط عماد كل ذلك أيضا، وبدا لي أن صديقي الكاتب ربمايكون هو من أرسل شاهي وصاصا للمعرض هكذا لينشغل بهما الضابط عماد المسئول الأول والوحيد عن عملية القبض على صديقي ومنعه من تفجير قنبلته وإلحاق الضرر بالجمهور والمكان ، بدا لي هذا خياليا جدا ومنطقيا جدا بذات الوقت
كما خطر لي أيضا أن صديقي الكاتب ربما يريد أن تكون قنبلته اليوم هنا هي إعلان عن ميلاد الحب في عموم المعرض ، فقد لاحظت طيلة تواجدي هنا اليوم امتلاء المكان بكثير من العشاق ، أينما ذهبت عيني رأيت أصابع تتشابك ، وعيون تقبل عيون بصمت وابتسام ، وكأن اغلب المتواجدين بالمعرض اليوم جاءوا لإعلان حبهم ، وكأننا في كرنفال من المشاعر الساحرة ، وزاد إحساسي هذا بانتشار شيء غريب وجديد لم أره من قبل ، هؤلاء العشاق كانوا كلهم تقريبا يفعلون شيئا واحدا متشابها ومختلفا بذات الوقت ، كل اثنين منهم يرتدون زيا واحدا سواء كان قميصا أو جاكتا أو تيشرت ، نفس القماشة واللون والتفصيلة ، وهذا أدهشني جدا وجعلني أسعى لفهم هذا الأمر فكان الجواب بأن هذه هي موضة العام في الحب ، وهذا كأنه إعلان منهما بأن من معه هو يخصه وحده وليس لأحد أن يقترب منه ، ولكن الأمر الذي أدهشني أكثر في هذا الشيء عندما فهمته هو أنني لم أجد زوجين أبدا يفعلان نفس الأمر ، وكأن المتزوجين كما نقول ونردد كثيرا قد فاتهم القطار ، لم يعد باستطاعتهم أن يعيشوا هذه اللحظات العاطفية ، وكأن قلوبهم قد انتهت صلاحيتها ، وسألت نفسي على الفور ( هل كنت سأجيء مع زوجتي بملابس هكذا موحدة كهؤلاء ؟ وهل كنا سنتشابك هكذا باصابعنها وعيوننا كما يفعل الشباب هنا ؟! ) ولم أنتظر إجابتي لأنها كانت بديهية ستأتي بالنفي بالتأكيد ، والدليل أنني أبدو منفصلا لحد بعيد عن عالم الحب والعشاق ، رغم أن علاقتي بزوجتي على مايرام ونعيش معا الكثير من الأحداث الجميلة كلما سنحت الفرصة لذلك ، رغم ضغوطات الحياة والمشاغل والمشاكل التي تلاحقنا بالحياة كقطار سريع يهرول خلفنا
_ انت سيادتك هنا وأنا خليت كذا مجند يروحو يشوفوك اختفيت فين
_سعادتك عماد باشا أنا لقيتني قعدت هنا في مكتب حضرتك من لماكنت بتودع شاهي هانم وصاصا ، وحسيت روحي لازم أكون بعيد
_ اوعى تفتكر بعد ماهنقبض على صاحبك الكاتب هتركك تروح ، لالالا انت هتفضل هنا مشرفني شويتين
_ ليه بس حضرتك ؟! أنا النهارده لاشغلي رحت ولا بيتي رجعت ولا ولادي شفت ، ولا حتى أكلت اي حاجة
_ كل ده تنساه خالص ، أنا عاوزك في حاجة أهم
_ أنا تحت أمر سعادتك عماد باشا
_ أيوه كده تعجبني
... وغدا نكمل مع 31
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق