ِ. مُتَصنّعُو الجَمَال
حين ابلغتُهم باحلَامِي
قالوا تَجدها فِي صِناعَة السّلَام
والسّلامُ عِندهُم
مَع الزَّمنِ
جَرف سَيل التّمَني
كلّ المُبادَرات
وصَار الجَمال سَرابا
وما بَقي كادَ يَذوبُ في بَحرِ الانتِظار
ما تَصنّعوا مِن جَمال
انكشَف بِغنَاء ربَاعِية الخِيّام
وباسمِ المُتابَعة
مَات الرؤسَاء والمُلوك
ومَا تَحقّق سَرابٌ مِن سَلام
وباسم الرّعَايَة
عمّ الظلمُ والجُور وشَيئ
مِن هَدم الدُّور
ومَا وجَدوا إلّا ضَعيفا
نهَشوا فِيه زَوايا واركانَ الكَيان
قاوَم فَقالوا: قوّضَ السَّلام
سَكتَ فزادُوا للتَقتيلِ عُنوان
اطفأوا قَناديل الضِيّاء
وشرّدوا فَراشات البُستان
وحُراسي مَازالُوا
يصنعون جمال خرابهم
ويعدونَه سلام
حاصروا آبار عطشي
وأجّجوا نيران اذلالي
ومازال التصنّع مخيالَ الأعلَام
يا ترى متى اروي ظمئي؟
متى اُطعَمُ من جوعي؟
متى أؤتمَن من خوفي؟
متى اتحرر من قيد الغزاة والأرحام؟
متى ارتل اسفارَ وكتبَ النجاة؟
عند الانين
يرفعون الايادي
لم يَحن بَعدُ الوقت كي تنام
منعتني الدّبابة من الحركة والكلام
من ارتشاف قهوة أمّي
إنها تجرف ارضي
وتهدم في حيّ بيوتا بارقام
وتُسكتُ جَرس مدرستي
متى تصنعون الجمال ...؟
متى يحل السلام ...؟
متى يلعب الاطفال ...؟
حينما تلفظ اجسادُهم الانفاس
او حِينما تنفَجِر في ايدِيهم
هَدايا اعيَادكم ...!!!
هَكذا تَقولُون...!؟
لمن السّلامُ اذن؟ نحن في سلام....!!!
لا... بل نَحنُ في خُذلان
لَومِي عَلى اقلامٍ صَدّقوا الاوهَام
وكتَبوا مَحَاضر الجَلسَات ...!؟
باُمنِيَّةِ: الافضَلُ مَا هُو آتٍ
ومَا هو آتٍ
اقتلاعُ الزيتُون
وزَرعُ القنابلَ كي نحصدَ المَوت
لقد تحَوّل الحبُّ كُرها
وسَكَت البلبلُ عن التّغريد
غابَ الدّفءُ عن حُضنِ امّي
وغابَ العبقُ عَن شَارعِ الرّشيد
ولم ألتقِي مَع كُتُبي
هل يَكون الوئامُ فيما هُو آتٍ...!!!؟؟؟
مازال جُرح وطنِي يُدمِي
ومَازالتَ اقدامُكُم
في اوحَال المُحال تزدُاد غَوصا
ومازِلتُم مُتشبثونَ بمُبادَرةِ السّلام
مَتى تفكونَ الارتباط...؟
وأحِنّ الى مَسجِدي ...؟
الى مَدرسَتي ...
الى بَيتِي ...
الى وَطني ...!؟ الى وَطني ...!؟
مَتى اقُول انا عَربي، عِندي مَن يُسانِدني؟
باسم اوهامٍ خَلف البِحار
صنعتم مَقابِر السّلام والجَمال
وَمن اجلِ حَياتهم
رَضيتم بِقتلِكم نفسِيا ...؟
لنموتَ نحنُ بالاجسَاد
وباسم ...
رُحتُم تَدفنُونَ مَعهم القَضيّة ..ِ.!
لا عَليهم وعَليكم يَا اخوة الدّم والدّار
الثابِتُ أن مِلكيّة الارضِ لَنا
وانهارُ الدّم مِن شَراينِنا
وبُطونُ الحَرائِر تَلدُ مِن أصلَابِنا
والثّمنُ الغالِي مِن أبطالِنا
مَهما طَال الزّمَن
فإيمانُنا توّاقٌ للحرّية
والصّلاة في قُدسِنا مَسرَى رسُولنا
اولَى قِبلتَينا وثالثُ حَرمَينا
لا تيأسوا...!؟
فَمهمَا تَصنّعوا، ومَهما صَنعوكُم
نَبقَى نَحن الوَطن
ونحن المَدفَن
نحن القلمُ نَخطّ مَسار الحرّية
ونتبعُ نِداء الشّهيد
ولن نحِيد .... لن نحِيد ...
عَن تَحريرِ البِلاد
بقلمي. دخان لحسن. الجزائر 27. 2. 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق