. ماذا أنادي؟
هل أنادي ريّاضًا حَوت رِياسًا
أو أنادي حِيّاضًا حَوت أرمَاسًا؟
هَذا حيٌّ وقلوبُ أهلِه موتى
اَم أنادي عثمانَ وعمرَ والمعتصَم
استدعيِهم مِن التاريخِ اُحدِّثُ بِهم جُلَّاسا
عَمّ السُكوتُ فصَار سُباتا
وتَوزَّعَ الرأيُ فصَار شَتاتا وبأسا
صِرنا رفاةً فَوق الأرضِ
وصَاح صَلاح الدينِ فلم نُحرّك رَأسا
وصَار الجمالُ يَعلوهُ الجمَادُ
فمَا وجَدنا للذلِّ والهوانِ أضرَاسا
كان للعُروبةِ أبطالٌ يذودونُ
وللإسلامِ أعلامٌ أشِدّاء نُحاسا
لَكن حَلَّ بحالنَا دامِسُ الظّلامِ
وبقلاعنا رضينا حكّاما أنجَاسا
وحَلّ الموتُ بأمتنا فحيَت مَيتة
كيفَ والأفواهُ وضَعوا عَليها حرّاسا
اغتَالوا فِينا الرجُولةَ بلا رَصاصٍ
واقتلَعوا بأرضِنا مَا اعتبَرنَاهُ غِراسا
كلّما تنكرَت أقوامٌ، حادَت فبادَت
وبَاعت قيّمَها بسوقِ نَخاسا
وكل مَن قالوا عَنها قد مَالوا
ورَضوا بِذاتِ العمَاد أعرَاسا
فمَا أعَاروا للعاَر اعتِبارا
ومَا صَالوا لغزَة أو أطلَقوا أنفَاسا
يَرجونَ مِن العَدوّ يُصادِقهُم
ويَرحَم استِغاثَتهم وهُم إفلَاسا
يتهَافتونَ للمؤتمراتِ يتجرَعونُ
الكؤوسَ ويحملونَ الوزرَ أكيُاسا
أسَرونا بالشجبِ فكسانا اليأسُ
وكبلونا بالسلامِ فيه السمُّ دسّاسا
فزَادوا لِسَواد ليَالينَا سَوادا
وهَزمُوا فِينا الشُعورَ والاحسَاسا
آه ... لَو انتفضُوا لتَحَاتّ الوسَخ
وبَان صُلبُ العِظامِ كَجبَالِ أورَاسا
يُذَكِّرُهم بالحَق يُؤخذُ غِلابَا
وبالثَورةِ دونَ السِّلاحِ سَلاحًا مَقاسا
إنّ الشُعوبَ لا ترضَى للأرضِ
الضَياع فقامَت بالضَمائِر تَدقُ الأجرَاسا
وأيُّ حلمٍ ترجُوه من حُكامِها
وهُم أشباحٌ لا يُحركُونَ للهَبّة نَاسا
سَالت الدمُوعُ تفتت الاكبَادَ
مِن فجَعِ الارواحِ تُصرخُ مَن دَاسا يَتقوّى فيها الضَعيفُ بالضَعيفِ
يَثورُ عَلى الظُلمِ يَتخِذُ الحَميةَ لِباسا
لا هَيْبَةَ لِجَرَّاحٍ يَسكنُ القُصورَ
دِمَاؤهُ مَاءٌ وان شََقَتهَا أموَاسا
وقَطراتُ الجهادِ وَقُورَة، إن أمَاتَت
أهلُها شهداءٌ، وإن أعاشَت عاشوا نِبراسا
بقلمي. رخان لحسن. الجزائر 15. 02. 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق