لقاء .
وأنا جالس أرتشف سوادها لعلها تزيل ألم الرأس وأجد حلا لصعاب أهلكتني . وإذا بي أراها جالسة تتأمل هاتفها وكأنها بدر أو نجمة أنارت عتمة الليل .تسارعت نبضات قلبي وكأنها صعقة أصابته فأحيته من جديد .شعرها المخملي كعناقيد تدلت على كتفيها وعيناها مرج البحرين أو كسرب مليء بالحجر و اللؤلؤ .كنت كمصباح منطفئ أضاءت شعلته ابتسامة لم تكن لي بل لما تنظر له في هاتفها .كانت طوال الوقت ترصد الوقت وأنا أنظر إليها كمرصد فلك سماوي .
فكلها إشراق على أرض أصابها اكتئاب الشتاء أو كبلسم يزيل تعب النهار بملامحها وقدها الجميل وأحسست وكأنها ولدت روحي من جديد، طاقة إيجابية وهندسة إلاهية .
أحرجتها بنظراتي فتوهج وجهها خجلا أصابتني غيرة لحمرة لامست وجهها وداعبته فزاد جمالا، كانت تنظر لساعة تارة وللهاتف تارة كأن الوقت حان ،وأنا أنتظر رحيلها بل رحيل روحي من جسدي لأن الروح والقلب أجمعا أنها لي وكيف لها أن ترحل وهي ملك لي فليت الخيال يصبح حقيقة .
أحس وكأن روحي ضاعت مني وأنها عالم كله جمال وكمال أريد الولوج إليه.لكنها لم تبالي بكل هذا العالم الذي رسمته روحي لها ولا تعلم ما وصفته عيناي في تلك اللحظة من لذة الواصف للموصوف.
هاته الفلسفة الروحية التي عاشها هذا العاشق كانت لي
لقد حدثني عن تلك الجميلة التي صادفها في ذاك المقهى وأنها حلم مستحيل وهبها القدر له بأي شكل من الأشكال بل في لحظة إغماء حيث كان هو مسعفي،ويقول أنها لحظة التقاء الأرواح وكان يصف بلسانه مارأت عيناه وما أحست به الروح وكيف كان المستحيل حقيقة وكيف أن القدر دوما دوره في لعبة الحياة منتصرا.
لوقاف مليكة
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق