الأربعاء، 2 أبريل 2025

'ترددات صرخة العبيد' بقلم الأديب المختار المختاري

 'ترددات صرخة العبيد'

تركت الربّ ينبئني عن تراب الطّريق

لم اسمع سوى صمتي

يخترق صدر الورقة

أكان الربّ يحكي معاني؟

أكان من حنوّ ...

يمسح على قلبي بتهنيد الّليل

وهذا العمر فاني...

أكنت أهلوس... 

أنّ الحبّ اصطفاني

وأنّي رسول الكلمات

حين تقبض روح الأسطر 

بحبر الثّواني

لكنّي:

تركت الربّ ينبئني عن تراب الطّريق

وسلّمت بما للصّدفة من عناوين جمّة

يقتلها الوعي

ويحميها الصّمت...

وسط الحريق...

وخططت على الرّمل رسم وجهي واضح

وكنت أعرف أنّي الآن فقط أفيق

من صوتي

وأحشر بحر الصّور في الذّاكرة

حتّى لا يهدمها نهيق أحمرة الّليل

يا الله كم أنا غبيّ...

أليس الوقت تأخّر

وقطار العمر تبعثر 

بين محطّات 

تمنع العاشق عن التّحليق؟

لكنّي:

تركت الربّ ينبئني عن تراب الطّريق

وتعودت على الذّهاب

وعلى لبس الحقيبة والحقيقة معا

وعلى التوضّؤ بكأس نبيذ الغربة

يا خالقي كم عشت من غربة

واليوم فقط 

أكنّس كلّ ذكريات البيت الخرب

وأمضي...

شاهق هو الحبّ

لا يكتفي برقاع مختومة بختم الوباء

ولا بصور ملوّنة بألوان الطّقوس...

هو الحلم يقتل في الطّقوس حبيبتي

وهو الموت يعتلي عرش النّاموس

فلا فرق... 

لا فرق من ارتكاب حبّ جديد

وطن جديد

وقلم جديد

ربّما أكون سعيدا

أو أموت 

وأنا كما عشت وحدي.. في وحدي الوحيد...

لكنّي أكون 

في حضن الربّ.. كتاب.. رمز.. معنى

وكلمات صادقة بالوعد والوعيد...

02/04/2025

المختار المختاري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق