السبت، 5 أبريل 2025

طيورُ الجنّة بقلم الكاتبة عائشة ساكري من تونس

 طيورُ الجنّة


على صوتِ البارودِ، هبَّ الأقصى مذعورًا

ورجّ السهدُ أحلامًا، بها القلبُ استنارا

رفعتُ رأسي، والنُّجومُ تشبُّ في الأفقِ السحيقِ

شُهُبٌ تضيءُ سماءَنا... نارٌ تُبدِّدُ ليلَنا نُكرًا

وشظايا نارٍ في المدى، حرقت سنابلَنا الصِّغارا

ودمارُهم لا ينتهي... موتٌ، وخوفٌ مستعارا


آهٍ، وألفُ آهٍ، يا أُمَّةً كانت تُباركُ في مَسارا

أين العروبةُ؟ هل جَفَت؟

أين الكرامةُ؟ قد خَبت؟

وغُرْبَتَاهُ إذا التاريخُ فينا اليومَ دارا!


طيورُ الجنّةِ البيضاءُ تُحلِّقُ بالجراحِ

بأجنحةٍ من النورِ المسجّى في الصباحِ

ترفرفُ في المآذنِ، في المحاريبِ الطِّوالِ

تنشدُ للسلامِ لحنًا، والحريةَ للعيالِ

وتنادي، والحنينُ يفيضُ من بين الظلالِ:


أينَ غُصني الأخضرُ؟

أينَ أرضي، أينَ داري؟

أينَ دفءُ الأمسِ؟ بل أينَ النُّجومُ من نهاري؟


نحنُ عطاشى... والجراحُ على المدى

تنزفُ الحُرقةَ فينا، لا الدُّموعُ ولا النداءُ يُجدي

أنهارُ دمعٍ في المآقي، لا دماءُ الأبرياءِ تُروينا

القدسُ في العينينِ نارٌ،

والقلبُ في قيدِ الأسى مسكونُ حزنًا وأنينا


فهل من مغيثٍ؟

هل من ضميرٍ عادَ فينا؟

هل من صلاحٍ يحملُ السيفَ ويعلو في السكينة؟

هل من صلاحٍ؟

هل من صباحٍ في سماءِ القدسِ يُحيينا؟


عائشة ساكري من تونس 🇹🇳

بقلمي، 5_أفريل_2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق