إشراقة شمس
= 36 =
و أخيرا عرفت سبب استدعائي إلى فرع أمن الدولة، إذ لا شيء سوى أن النظام البائد كانت له طريقته الخاصة في تحطيم إرادة شعبه و التي تتمثل بالتلويح المستمر ب عصا الأجهزة الأمنية، فكانت الاستدعاءات المتكررة لنماذج مختارة ذات فاعلية في ساحة الفكر و الفن و الأدب و الثقافة عموما كانت هذه الاستدعاءات تكشف بشكلها و مضمونها عن أن النظام البائد جعل الشعب السوري برمته رهن اعتقال و حبيس خوف و رعب و هلع [ كانت المحافظات السورية كلها تعاني من ذلك القمع فمن الحسكة و القامشلي و دير الزور، مرورا بحلب و إدلب و حماة و حمص و اللاذقية و دمشق و انتهاء بدرعا و السويداء ][ بل لم يسلم قوم أو طائفة أو ملة من تلك الممارسات القمعية للنظام البائد فقد عانى العربي و الكردي و السني و العلوي و الدرزي و الإسماعيلي و غيرهم كثير عانوا من أساليب القمع الوحشية، كان كل أولئك يعرفون جيدا كيف كان يتم استدعاء الواحد منهم و يظل رهن التوقيف لمدة قد تزيد عن مائة يوم بدعوى " تشابه فى الأسماء " !!!!
لقد كان استدعائي إلى فرع أمن الدولة من هذا القبيل ليس إلا !! بدليل أنني استدعيت إلى غرفة النقيب و ليس إلى مساعد في قسم التحقيق
إنه بعد تبادل الكلام بيني و بين النقيب لمدة تزيد عن نصف ساعة قال لي أخيرا أنت رجل مثقف و يتعين عليك أن تصفق لهذا النظام [ بهذا المعنى ]
نظرت إليه نظرة حادة فيها عمق التفكير، و وراءها ما وراءها - لست أدري ما إذا فهمها النقيب أو تعمد تجاهلها - كنت خلالها صامتا، ضغط هنا على زر الجرس، دخل شاب وقف احتراما للنقيب الذي ما لبث أن قال له و هو يشير بيده إلي: أوصله إلى الباب الرئيسي
خرجت من باب الفرع، شعرت عندها أن للهواء طعما آخر
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق