كن ملاذي
أيها الصبر المفتاح الجبار لكسري
كن أنيسي و ملاذي
في حلي و ترحالي
بعد نزوحي و هواني
و تهجير قومي
و تشريد و تقتيل جيراني
و تقييد و تجويع إخواني
و ترويع ذريتي و حرق أملاكي
وتنويع أساليب حرماني
كن من الذكريات الحزينة ملجئي
و بين أمواجها العاتية مرفئي
كن من روائح الحرب الكريهة عطري
و في دروب دهاليز الحياة نوري
و أيام الزمن الحالك قمري
و من الوجوه الشريرة سلاحي
و تحت العواصف المفاجئة سندي
أيها الصبر بعدما طال سهادي
و فشلت الألسن و الأقلام و الأيادي
في نشر السلم في البلاد
و عز الأمان رغم التنادي
لتغليب العقل بين العباد
كن رفيقي لتحويل السواد
إلى بياض يغري قصاد
الأمل الذي يريح زواد
مكتئبين هم في ازدياد
أيها الصبر أغث دون انتظار
أمة منكوبة في احتظار
تتضرع للغفور الغفار
بعد ذل و انكسار
سبب لبعض الأقطار
دمارا ليس كمثله دمار
لإبادة الكبار
و منع الصغار
في أعمار الأزهار
من اللعب و العلم و الإثمار
و تعميق الإصابات و الأخطار
و هدم البنى التحتية و الديار
دون أية أعذار
على مرأى عالم في استتار
بأحياء صارت كالآثار
و مدارس و مشاف للاتجار
بحقوق أناس بلا اختيار
بدم بارد و تشف و استبشار
مع منع الإسعاف و الإخطار
أيها الصبر وسط قنابل في انهمار
متواصل كالأمطار
أنجد من عجز عن الاصطبار
و ذكره بقدرة الله الجبار
و إليه نشكو ضعف أمة المختار
و به زوال الغمة و العون و الاستتار
و النجاة من الشرور و الأشرار
آمين ببركة نبينا وآله و صحبه الأبرار
عليهم الصلاة والسلام باستمرار
كلما طلع النهار
إلى يوم الانتشار
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق