الخميس، 14 نوفمبر 2024

ذُنُوبُ الحُبّ بقلم الشاعر الهاشمي البلعزي

 ذُنُوبُ الحُبّ


أَشْرَبُ رِيقَهَا وَ تَشْرَبُ رِيقِي
وَ يَحْدُثُ بَيْنَنَا شَيءٌ غَرِيبُ
وَ تَأْخُذُ قَرُورَتِي تَقُولُ إِيهٍ
شَرِبْتَ مِنْهَا إِنَّهَا كَذَا تَطِيبُ
تَقُولُ أُحِبُّكَ وَ تَلْوِي عُنُقَهَا
وَ مِنْ لَيِّ عُنُقِهَا أَفْهَمُهَا كَذُوبُ
تَقُولُ أُحِبُّكَ فَأَفْتَحُ لَهَا جَنَاحِي
أَنَا المُتَّهَمُ وَ الجَانِي وَ الطَبِيبُ
بِأَيِّ ذَنْبٍ تَأْخُذُنِي أَسِيرًا
وَ قَذْ جُبْتُ المَدَائِنَ بِهَا طَرُوبُ
أَتَعْشَقُ تَعْذِيبِي وَ كُلَّ صُبْحٍ
تَقُولُ طَابَ صُبْحُكَ يَا حَبِيبُ
سَعِيتُ إِلَى الحَظِّ فَخَالَفَنِي الطَرِيقَ
وَ أَغْرَقَنِي وَ غَابَ فِي الدُرُوبِ
عَجِبْتُ لِنَفْسِي كَيْفَ اِسْتَسْهَلَتْهَا
وَ كُنْتُ لَهَا نَهْرًا صَبُوبُ
تَلُومُنِي الدُنْيَا كَيْفَ أَبْحَرْتُ وَحِيدًا
وَ القَلْبُ طِفْلٌ وَ الرَأْسُ المَشِيبُ
عَفْوًا إِذَا أَطَلْتُ الطَرِيقَ
وَ لَمْ أَنْتَبِه لِلْشَمْسِ وَ هيَ تَغِيبُ
عَفْوًا وَ مَلْيُونُ عَفْوًا لِلْحَبِيبَة
إِذَا مَشِيتُ قَصْدًا لِلْذُنُوبِ
فَبَعْضُ الخُرُوقِ تَشْكِيلُ نَفْسٍ
وَ طَيُّ صَفْحَةٍ بِمُعْجَمِنَا الرَتِيبِ
كَمْ حَدَّثُونِي وَ مَا إِقْتَنَعْتُ
كُنْتُ وَحْدِي أَسْأَلُ وَ أُجِيبُ
كُنْتُ وَحْدِي أُعَتِّقُ الحُبَّ نَهْرًا
فَأَسْكُبُهُ وَ أَتْرُكُ لِي نَصِيبُ
عَذْبٌ زُلَالٌ هَذَا الحُبُّ يَسْرِي
مَالَتْ وَ حَلَّتْ وَ الزَرْعُ خَصِيبُ
نُورُ الصَبَاحِ وَ بَهْرَجٌ عَلَى القِبَابِ
وَ الوَرْدُ لَاحَ طَيِّبًا وَ قَرِيبُ
قُمْتُ قَطَفْتُ زَهْرَةً تَغْتَالُنِي
شَمْعَةٌ أَنْتِ إِذَا أَوْقَدْتُ تَذُوبُ
إِذَا الأَيَامُ تَثَنَّتْ لَا تَلُمْهَا
فَيُسْرُ اللَهِ يَاْتِيكَ قَرِيبُ
تَتَفَلَّتُ الأَيَامُ وَ الذَنْبُ ذَنْبِي
مَا كُنْتُ يَوْمًا عَلَيْهَا رَقِيبُ
أُحِبُّكِ هَذَا بَدِيهِيٌّ وَ إِنَّ
ذُنُوبَ الحُبِّ لَيْسَ لَهَا عِقَابُ
أهِيمُ بِكِ وَ القَلْبُ يَهْذِي
و يَمْشِي لَكِ عَلَى أَجْنِحَةِ السَرَابِ
فَرُدِّي الوَصْلَ وَ انْتَظِرِي جَوَابِي
فَكُلُّنَا مَاضٍ إِلَى التُرَاب

الهاشمي البلعزي
في
13-11-2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق