الخميس، 21 نوفمبر 2024

على أوْتارِ أشْعاري بقلم الشاعر محمد الفاطمي الدبلي

 على أوْتارِ أشْعاري

إذا ما الشّعْبُ أَصْبَحَ مُسْتَطيعا
سَيَرْفُضُ أَنْ يَكونَ لَهُمْ قَـطيعا
تَقَهْقَرتِ الإرادَةُ في بِلادي
وَلَمْ يَعُدِ الكِتابُ لنا شَـــــفيعا
وَتِلْكَ مُصيبَةٌ لا ريبَ فيها
لِاَنّ الشّعْبَ قَدْ خَسِرَ الرّبــــيعا
فَحُوِّلَتِ الشُّعوبُ إلى ضِباعٍ
تُزاوِلُ في تَوَحُّشِها الفظــــــيعا
وهذا في المآسي زادَ عُمْقاً
فأَمْطَرَنا العَواصِف والصّقــيعا
سَتُجْبِرُنا الوُحوشُ على الهُروبِ
إلى الدّيْجورِ منْ جِهَةِ الغُروبِ
وَحينَئذٍ سَنُصْبِحُ في بِلادٍ
بِشَرْعِ الغابِ تَحْكُمُ في الشُّــعوبِ
كأنّ عقولَنا سُقِمَتْ بِداءٍ
تَسَلَّلَ في الدّماءِ إلى القُلــــوبِ
تَهُبُّ على مواطِنِنا المآسي
فَنُنْهَشُ كالفَرائِسِ بالخُطـــــــوبِ
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطعْ في البَحْرِ طَفواً
سَيَدْفَعُهُ الهلاكُ إلى الرُّســـــوبِ
أَلِفْنا في ثَقافَتِنا الظّلاما
فَصارَ الحَرْفُ في لُغتــي مُلاما
أَلمْ تَرَ شِعْرَنا أضْحى شَعيراً
وَأَمْسى النّظْمُ في لُغَــتي زُكاما
نُجَرُّ إلى النّخاسَةِ ليسَ إلاَّ
لِيَبْقى الجَهْلُ في وَطَني نِـــظاما
وفي الدّركِ الحَضيضِ من التّدنّي
ارْتَطَمْنا بالصّهايِنَةِ ارْتِطـاما
فَصِرنا كالبَهائمِ في زَمانٍ
أنارَ العلْمُ بالقَلَمِ الظّــــلاما
رَضَعْنا من عوائِلِنا النّفاقا
فَكِدْنا أنْ نَموتَ بِهِ اخْـــتِناقا
نُتاجِرُ في النّميمةِ كلّ يَوْمٍ
فَتُنْبتُ مِنْ قَذارَتِها الشّــــقاقا
وَنَرْجُمُ بَعْضنا بالغَيْبِ رَجْماً
كَأَنّ نُفوسنا تَهْــــوى النّفاقا
تَعَلَّمْنا التّحايُلَ والتّخفّي
فَضيّعْنا الصّـــداقةَ والرّفاقا
وهذا العارُ جَرَّعَنا انْحِطاطاً
وَمِنْ عَدْواهُ أَنْجَبْنا الطّـــلاقا
نُعِدُّ الفاسدينَ منَ الذُّكور
ونَتّهمُ الثّقافَةَ بالقُصــــورِ
عَليْنا أنْ نُعِدَّ القادرينَ
على الأمواجِ في وسطِ البُحــورِ
نُعَلِّمُهُمْ مُنازلةَ انْكِماشٍ
تَغَلْغَلَ في الكَثير من الــصُّدور
وَنُعْطيهِمْ دُروساً في التّرقّي
بِمَنْحِهِمُ التَّجارِبَ في الأُمـــورِ
وَإنْ نَحْنُ اسْتَطَعْنا فِعْلَ هذا
نَهْضْنا بالإناثِ وبالذُّكــــورِ
على أَوْتارِ أشعاري أَبوحُ
بأَحْرُفِ مَنْطِقٍ عِطْراً يـــــفوحُ
أُجاري جَهْلَ عَصْرٍ لا يُجارى
وَعَنْ وَطَني بِمَوْهِبتـــي أنوحُ
أُعَلّلُ بالمُنى قَلْباً جريحاً
وعَقْلي يَسْتَبِدُّ بهِ الجُــــــموحُ
تُحاصِرُني الحياةُ بسوءِ حظّي
وما ذَنْبي سِــــــوى أَنّي أبوحُ
تَعَدَّدَتِ النَّوائِبُ والقَضايا
وساءَ الحالُ فاخْتَنقَ الطُّــموحُ
محمد الفاطمي الدبلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق