الخميس، 21 نوفمبر 2024

قصة قصيرة البرزخ للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة

البرزخ
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
رغم تخرجي من الجامعة إلا أن علاقتي مازالت مستمرة بأسامه صديق تعرف عليه عن طريق اصدقاء لي من منطقه أخري في المدينه و رغم أنه مؤهل متوسط الا أنه يمتلك وسامه و اناقه ملفته مقارنه بباقي الأصدقاء
هو من اسره متوسطه والده موظف ووالدته ست بيت و لديه شقيقتان أحدهما أنهت دراستها الجامعية و تمت خطبتها و الأخري ألتحقت بكلية الطب
دعاني اسامه لحضور زفاف شقيقته في المنطقه الشعبيه اتي يعيش فيها ورغم بساطه الحفل الا أنه كان مبهجا و كم كانت سعادتي عندما رأيت والد اسامه و هو يلتقي التهاني من الحضور وسط الشارع التي رص بالكراسي الخشبيه التي امتلأت بالمهنئين
كما رأيت أخته الصغري و هي ترتدي فستان بسيط و تستقبل زملائها الذين حضروا إلي الحفل بعد انتهاء الدراسه
يوم رائع لا زال عالق في ذاكرتي كلما شردت بذهني أتأمل صراعات الحياه و قسوتها . أردد بداخلي أن الحياة بسيطه و نحن من نعقدها علي أنفسنا
التحقت بالعمل في أحدي المحافظات النائيه و في الاجازه اجتمع والأصدقاء ومعنا أسامه الذي طلب مني ضرورة توفير فرصه عمل في المحافظه التي اعمل بها باسرع وقت
و رغم أنني عرضت عليه أن اوفر له فرصه عمل في مدينتنا الا أنه رفض العرض
و لما استفسرت ننه عن السبب أخبرني بأن والده في السجن و أن باقي الاسره الان عليها أحكام بسبب تورطهم في حرق اجهزه
اندهشت من الاجابه و طلبت اخباري بما حدث
تنهد في حزن مخبرا أيايي بأن عمته تعمل في تجاره الاجهزه الكهربيه و أنها عرضت علي والده لتجهيز الابنه الكبري أن يشتري الاجهزه الكهربيه من خلالها مع امضاء والده علي شيكات بالمبلغ و الفوائد وافق والدي علي مضض ومع تراكم الشيكات عرضت عليه العمه أن يساعدها في شراء شحنه اجهزه كهربيه كبيره من أحد التجار الكبار علي أن تقوم هي ببيعها وله نسبه من المكسب منها تسديد ديونه و ايضا دخل اضافي له
و بالفعل بدأ الأب و معه الابن و الام في شراء الاجهزه بكميات كبيره من التاجر و التوقيع علي شيكات بالمبالغ
و تسليم الاجهزه العمه التي كانت تقوم بيعها مباشره باسعار أقل لتحقيق سيوله لها لتورطها في قروض بنكيه
و بين يوم وليله سافرت العمه إلي الخارج و ركت الاسره تواجه الديون و تسديد الشيكات للتاجر الكبير
و مع تعذر السداد تم القبض علي الأب و هروب الام و الابنه الصغري من المنزل و الاقامه لدي بنتها الكبري ابني تعيش في محافظه أخري و تبقي اسامه الذي أصبح بلا مأوي أو دخل بعد أن صدر عليه أحكام بالسجن أيضا
تذكرت حينها زيارتي لمدينه دمياط و تسمري لساعات أمام التقاء النيل مع البحر في منطقه اللسان
الأن اسامه وأسرته في نفس الحاله
حياه الاسره قبل دخول العمه و التورط في الشيكات مثل النيل بصفاء و نقائه و عذوبته و بعد احكام السجن أصبحت حياه الاسره مالحه و صاخبه مثل البحر الذي متلاطم الأمواج
لا أمل في أن يلتقي ذلك الماء مع ذاك في هذا البرزخ
وفرت لاسامه فرصه عمل في ليبيا خاصه أن السفر بالبطاقه الشخصيه و لم ألتقي به إلي الآن
و في زياره لوالد اسامه في السجن تم خطوبتي لابنته الصغري
و بعد خروج الأب من السجن و سقوط الحكم عن الام بانقضاء المده
تم الزواج من الابنه الصغري و سافرنا إلي السعوديه للعمل هناك
بعد عشرون عاما افتتحت الابنه الصغري جمعيه خيريه للغريمات
Peut être une image de 2 personnes et personnes qui étudient

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق