زَهَايْمر..
***
في ظُلمَة اللّيلِ.. أمْشِي سَائِلاً لُغَتِي..
أسْتَفْسِرُ النَّجْمَ عَنْ اسْمِي وَعَنْ صِفَتي..
كم كنْتُ أحْسَبُ أنّ اللّيلَ يُؤنسُنِي..
لكنَّ حُلمًا تَهَاوَى.. هَدَّ ذَاكِرتِي..
تَعوِي الشَّوَارعُ.. والحِيطَانُ تَسْألُني..
مَنْ أنتَ ؟ هَلْ أضعتَ الدّارَ فِي جهَتِي؟..
قُلتُ اعْذُرِينِي فهَذا السُّورُ يَعْرِفُني..
لكِنَّ عَاصِفَةً.. ألقَتْ بِأشْرِعَتِي..
كُلُّ المَراكِبِ قَدْ عَادَتْ كمَا انْطلَقت..
إلاّ التِي كنْتُ فيها.. يَا لَمَرْكَبَتِي..
يَغْتَالُنِي الشَّوْقُ.. وَذِي الأمْوَاجُ تَلْطِمُنِي..
تَطْفُو رُؤَايَ.. فَألقِيهَا بِقَافيَتِي..
جِبرِيلُ.. هَيَّا تلَطَّفْ فِي مُهَاتَفَتِي..
إنِّي تَدَثَّرتُ بالآهَاتِ.. وَالعَنَتِ..
يَهتَزُّ قَلبِي.. فَيَعْلُو الهَمْسُ.. يُخْبِرُنِي..
أنَا البُراقَ.. فهيّا : "خُذْ بِنَاصِيَتِي"..
دَارَيْتُ بَهْجَةَ قَلْبٍ كادَ يَفضَحُني..
ثُمَّ انْصَرَفْتُ أُلَبِّي صَوْتَ دَاعِيَتِي..
أَسْرًجتُ حَرْفِي.. فَهَلَّتْ فِي الدُّجَى شُهُبٌ..
تُلْقِي بِنُورٍ.. يُذْكِي البَوْحَ فِي شَفَتِي..
يَا شَهْقَةَ الرُّوحِ فِي عَزْفٍ بِلاَ وَتَرٍ..
يُضَمِّدُ الجُرْحَ.. تَزْهُو مِنْهُ بَارِقَتِي..
كَفْكَفْتُ دَمْعِي.. وَقَدْ رَتَّلْتُ أَدْعِيَتِي..
فَانْجَابَ ظِلِّي.. وَذَابَتْ كُلُّ أَسْئِلَتِي..
يَا بَهْجَةَ الصَّبِّ.. كَمْ طَابَتْ مَجَالِسُه..
يَسْتَعْذِبُ الحُبَّ.. يَشْكُو عُسْرَ أَجْوبَتِي..
يَذُوبُ كالمَاءِ فِي حَوْضٍ بِهِ سَرَب..
سَالَتْ مَزَارِيبُهُ نَبْضًا بِأوْرِدَتِي..
كَمْ كُنْتُ أحْسَبُ أنّ الحُبَّ يُؤنسُنِي..
لكنَّ خِلاًّ تَعَامَى.. هَدَّ ذَاكِرتِي..
***
منير الصّويدي
ذات ليل بلا ضفاف..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق