قصة قصيرة
البريئة
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
بعد رحله عمل ناجحه في الخليج عاد قنديل إلي بلدته ليشتري منزل و يفتتح سوبر ماركت و يفكر في الزواج بعد سنوات من الغربه شعر في النهايه أن عمره قد سرق وعليه أن يلحق بقطار الزواج خاصه أن معظم أقرانه لهم اولاد في طور الشباب ،اختار جارته نعمه تلك الفتاه التي تعدت الثامنه و العشرون من عمرها و تخرجت من الجامعه منذ سنوات و لكن لم تتزوج لتواضع جمالها من ناحيه و من ناحيه أخري لرغبه أهلها في اختيار زوج مناسب
و مع الأيام خشيت من العنوسه و وجدت في قنديل زوج مناسب رغم حصوله علي مؤهل متوسط الا أن نجاحه في عمله و ثراءه الناتج عن كفاحه و غربته شجعها في الارتباط به
تم الزواج و مرت الايام هادئه و بدأ السوبر ماركت في التطور و النمو بفضل تعاون قنديل و نعمه في التجارة
و رغم تأخر حمل نعمه إلا أن انشغالها مع قنديل في تطوير السوبر ماركت شغلها عن فكره الحمل و الأولاد
و بعد ست سنوات مرض قنديل مرضا خطيرا و قرر الأطباء اجراء جراحه دقيقه له تتطلب بعض التحاليل و تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد ظهر في التحاليل اصابه قنديل بالإيدز . المفاجاه أصابت نعمه بذهول ولم تصدق اقوال الأطباء و مع تكرار التحاليل تأكدت من النتيجه و قرر الأطباء عمل تحاليل لها نظرا لأنها زوجته
و كم كانت الصدمه قاسيه عندما علمت أنها ايضا أصيبت بالإيدز
هو في المستشفي بين الحياه و الموت ينتظر اجراء الجراحه الدقيقه رغم تأكد الأطباء من إصابته بالإيدز
و هي بين نارين هل تقف بجوار زوجها ام تتركه يواجه العمليه بمفرده خاصه أنها متاكده من أنه سبب إصابتها بهذا المرض اللعين
فهذه هي الحاله الوحيده في القريه التي تم اكتشافها منذ علمت القريه بمرض الايدز
ظلت تتساءل هل كان يعلم مرضه قبل الزواج بها ام لا
و أخبرت أهلها بما حدث
بدأ أهلها في البحث عن التاريخ المرضي لقنديل
و اكتشف والدها الحاج حامد أن قنديل يعلم حقيقه مرضه قبل الارتباط بنعمه عندما قرر السفر للخليج في اخر مره و لكن تم اكتشاف إصابته بالمرض عن عمل التحاليل الخاصه بالسفر له
يلا لها من صدمه أصابت الجميع
ربما كان أكثرهم تأثر بها نعمه التي اصيب بالمرض نتيجه ارتباطها بقنديل أولها خيانه قنديل لها بزواجه منها رغم علمه بالمرض ثم خوفها من ذلك المرض الذي قد ينهي حياتها في أي وقت و هي لا تعلم ما سيكون مصيرها لو علم أهل القريه إصابتها بالمرض
قرر إلحاح حامد الذهاب إلي قنديل و مواجهته و بالفعل اعترف قنديل و هو علي فراش المرض بما حدث
و طلق نعمه في هدوء .
علم أهل القريه بطلاق نعمه من قنديل خاصه أن الخير انتشر كالنار في الهشيم عندما شاهد للأهالي منقولات الزوجيه يتم نقلها من منزل قنديل إلي بيت الحاج حامد
و انتشرت الشائعات بين الأهالي أن نعمه تخلت عن زوجها في مرضه و أنه كان يجب عليها أن تقف بجواره في محنته
و اخرون وصفوها بالغباء لأنها لم تنتظر وفاه قنديل حتي ترث ماله
وصلت الشائعات لنعمه و رغم تعرضها لضغط عصبي شديد و مرورها بحاله نفسيه سيئه علي كل الأصعدة الا أنها لم تفقد إيمانها بأن الحق سيعلو في يوم من الأيام
وسط اتهامات نعمه بعدم الوفاء أو الغباء
جاء خبر وفاه قنديل ليصدم الجميع
و عند دفن الجثه علم الجميع بحقيقه مرض قنديل
و ايضا مرض نعمه لأنها زوجته
كتب قنديل عقد بيع البيت و السوبر ماركت باسم نعمه
و لكن خوف الجميع من التعامل مع السوبر ماركت تم إغلاقه سريعا مع التخلص من البضاعه الموجوده به
أما نعمه فقد أصبحت منبوذه من الجميع خوفا من انتقال المرض إليهم
قررت نعمه مغادره البلد بعد أن باعت أملاكها
واقامت بالقاهره لتذوب وسط الزحام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق