** هنا جلّنار **
الإهداء.. إلى روح الشّاعر التّونسيّ الرّاحل عبد الجبّار العشّ..
هنا جلّنار
هنا يستفيق الغريب
على موسم الاخضرار
يمرّ وحيدا
إلى أفق سطّرته الحروف
و بعض الأماني
و أنشودة الانتصار
هنا في المدينة يرتاد ذاك الغريب
فصول الكلام
و يرسم في الشّمس عشّا
إليه تلوذ العصافير
من كل صوب
يمينا يسار
هنا في المدينة
يتّسع الوقت للحبّ للشّعر
في كلّ درب و في كلّ دار
و جبّارها يتقن القول دوما
صهيل الجواب
و رعد القرار
***
هنا جلّنار
و يتّحد الحرف بالشّهداء
و يصبح أيقونة يحتويها بياض الجدار
و يصبح أهزوجة ردّدتها اللّيالي
و ضوء النّهار
هنا يستريح المسافر
و يهدي المحابر فيض المشاعر
و يمنحها ما طوته الدّفاتر
و ريشة نسر إذا كتبت
فهي دوما تغامر
هنا جلّنار
هنا يعصف الشّعر فينا
و يرفع عن كاهل الذّكريات
سواد السّتار
و يعلن أنّ المغول و أنّ التّتار
سنهزمهم رغم ما قيل فينا
و رغم الخراب
و رغم الدّمار
و رغم الحديث عن الحرب و السّلم
عن حقّ نقض القرارات
عن زيف تنفيذ أيّ قرار
***
هنا جلّنار
و تبقى بغصن الكلام
براعم حمراء
لا تتقن العيش في موسم الانتظار
تحبّ القوافي
و تغزل منها
نسيج المعاني
قصائد يانعة في المدى
تنادي تنادي
هنا جلّنار
** محمّد الزّواري ـ تونس **
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق