الأحد، 24 نوفمبر 2024

رِثَاءُ ضِرْسِي. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 رِثَاءُ ضِرْسِي.

رَفِيـقَ الثَّـغْـرِ مُـنْـذُ بَـدَا شَـبَـابِي      

وشَـاهِــدَ فَـرْحَـةِ الـدُّنْـيَـا بِـبَـابِي

وعَـالِـمَ مَـا أُذِيــعَ عَـلَـى لِــسَـانِي       

وصَـوْلَةَ خَاطِـرِي وشَـجَا عَذَابِي

تُــغَـادِرُنِي وقَـدْ بَـرَقَـتْ بِـرَأْسِـي       

سَوَاطِعُ لِلْمَشِيبِ عَلَى الشَّبَابِ.

تَـرَكْتَ فَـــمًـا أَظَـلَّـكَ أَرْبَــعِــيـنَـا        

وزِدْتَ ثَلَاثَةً فَـوْقَ الـحِـسَابِ.

أَتَـتْـرُكُـنِـي بِـــأَرْضٍ كُـنْتُ فِـيـهَـا       

غَرِيبَ الـدَّارِ مُنْعَـدِمَ الصِّحَـابِ

وتُـدْفَـنُ فِـي تُـرابٍ لَسْتَ مِـنْـهُ      

وتَـذْكُــرُ فِـيــهِ أَيَّـامَ الـعَــــذَابِ؟

أَضِـرْسَ العَـقْـلِ، أَيْنَ حِجَاكَ لَمَّا        

تَـرَكْتَ فَـمِـي بِـدَارِ الاِغْـتِـرَابِ؟

أَضَـرَّكَ أَنَّـــنِـــي أُلْـجِـــمْـتُ حَــتَّـى       

تَـخَفَّى القَوْلُ مِـنِّـي عَـنْ نِـخَــابِـي؟

وأَنِّـي لَــسْتُ نَـاطِقَ قَــوْلِ حَـقٍّ؟       

لَـقَدْ لُبِـسَ الظَّـلَامُ عَلَى الصَّـوَابِ

لَـقَـدْ ظُـلِـمَ الـكَـلَامُ وصَــارَ مِثْلِي        

سَلِـيبَ الـضِّـرْسِ مُـتَّـهَـمًـا بِـنَـابِ

ومَــنْ يَــقُـلِ الـحَـقِـيـقَةَ فِي زَمَانِي         

سَيُـرْمَى بِــالـجَـهَـالَـةِ والـسِّـبَــابِ

ويُــــتَّـــهَـــمُ الـــغَـــدَاةَ بِـكُـلِّ سُــوءٍ          

ولِــلـْـقَـانُـــونِ فِـــيـــهِ أَلْـفُ بَـــابِ.

فَـحَـسْبِي غُـرْبَتِي والشِّعْـرُ أُنْسِي        

وحَـسْبِـي أَنَّنِي أَشْـكُوكَ مَـا بِـي.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق