الذراع القصيرة...لا تراقص القصائد
أمي من خلف نولها تنسج كلمات..
خيوطها تقاوم الصقيع
وأنا أمد ذراعي لأراقص قصيدة تتسع لكل الأحلام
كما ينفلت صوت أمي من حنجرة أواها لَحْدٌ
لماذا لا تتسع القصائد أكثر لتضم الأحياء
والأموات
و...أمي؟؟؟
في بيتنا القديم، ثمة تقاسيم حزينة
تتصاعد من شقوق الجدران
ثمة أصابع تمد أعناقها وتلعب بأزرار بيانو"بيتهوفن"
و جداول شجن كانت مسحورة ،فكت طلاسمها
شمس تسللت من وراء الغياب
ثمة نبوءة نَمَت كنبتة متسلقة في
عنق تميمة منسية بين الجماجم والهياكل
فمتى تبتسم حديقة منزلنا القديم
وتعزف سيمفونية العودة؟
زجاج غرفتي القديمة مشروخ
استوطنته عناكب الذكرى
وأسدلت عليه ستائر الرحيل الكثيفة
من لي بمرآتي الصغيرة، أرى فيها تلك الطفلة
تزين ضفائرها بشرائط ملونة
وتصبغ شفتيها بابتسامة الأمل؟
في حقيبتي، زاد الرحلة.
غيمة أستمطرها كلما عطشت قصيدتي
وقلم استعار لسانه من بلبل متمرد
و كلمات اكتظ رحمها بالأمنيات
زادي أخاف عليه من مشعوذة الحي
خبأته بين ظفر الحقيبة ولحمها
فهل سأصل محفوفة بالكرامات؟
خطواتي لم تكن متواقتةمع القطار السريع
كانت المحطة خالية عندما وضعت عبء السنين
و انطلق صوته ينعق بعيدا
عينه الملتهبة..أحرقت كل الاحتمالات.
فماذا يفعل من فقد الزمن والبوصلة؟
حديث الظلام يتحول رغوة بألوان الطيف
و الماء في حلقي يتشكل مكعبات
لها أنف
وعيون كثيرة
وأصابع تحكم القبضة على حنجرة القصيدة
وشبكة متينة الحبال الصوتية
تمارس الصمت واللامبالاة..
أحتاج إلى جرذ "صديق" يقرض أسلاك الحصار
تراه ما يزال مرابطا عند عش المطوقة؟
لماذا أضع اصبعي
بين السندان والمطرقة
ثم ألعن الوجع والمطرقة؟
لماذا أتسلح بقلم حبره مسالم
والحرب تحتاج إلى الخدعة؟
آهٍ أيها القلب الْ وهنت خفقاته!
آهٍ أيها الدمع ال جفّت منابعه
متى تتعرّى الأصوات من حسيس الحسد؟
متى تنمو في رحم القصيدة السنابل
والبلابل
والزياتين؟
متى...؟
متى.؟
فاطمة محمود سعدالله/تونس21\7\2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق