** الغِوايةٌ فِي" الزّارات" .. **
عَلى حِجْرِ " الزّارَاتِ"
أنختُ بِأثقَالِي
مَددتُ قَلبِي إلى البَحرِ..
يا مِلحَ المَاءِ المُهدهِدِ
لِلقَوارِبِ الرَّاسِيَةِ بِالمِيناءِ
هَدهِدْ وِجنَةً مَوشُومَةً
مِن أخَادِيدِ الدّمْعِ..
عَقِّمْ تَجَلُّطَ الجُرحِ و أثَرَ الكَدَمَاتِ
فِي مَا تَبقَّى مِن دَفتَرِ العُمْرِ..
يَا حَفاوَةَ الرّمْلِ الدّافِئِ و النَّسَمَاتِ
عَانِقِي تَعَبِي..
فَتَصَدُّعَاتِي أحْوَجُ إلى التَّرمِيمِ
مِن هَذِي المَرَاكِبِ..
حَتّى و إنْ رَقَصَتْ مِنْ رَهَقِ العَرَاءِ ..
فَقَلبِي العَمِيدُ إلَيْهِ تَسَرّبَتْ
رِيَاحُ الخَرِيفِ و الشّتَاءِ
و صَقِيعُ الغِيَابِ آتٍ عَلى عَجَلٍ..
حتّى صِرتُ أرَانِي
مَوؤُدَةَ هذا العَصْرِ...
يَا حُنُوَّ العِيسِ عل ولهي
ربّتي بحِدائِكِ على هلعي
فهذا الزّمَنُ المَقلُوبُ
يَصْلُبُ جِذعِي..
يَقطَعُنِي مِنَ الجِذْرِ..
يَفصِلُ عَن رَاسِي شُعَاعًا
تَمُدُّهُ الشّمْسُ نَحْوِي..
يِرَاوِدُنِي بِفَاسِ الرٍّيبَةِ والغَدْرِ..
يَا مِلحَ المَاءِ..
هَذا قَلبِي العاشِقُ لِلصّحرَاءِ و البَحرِ
لِكلِمَاتِ ذَاك الشّاعِرِ المُمتَدِّ أبَدًا
فَوْقَ تِيجَانِ النَّخْلِ..
كَيفَ لِي أنْ اتنفّسَ حِجَاهُ
هَوَاءً وَطنِيَّا فِي وَاحة الشِّعْرِ؟
كَيفَ أُقَاسِمُ قَلبَهُ
" القَسَمَ عَلى انتِصَارِ الشّمسِ"؟
كَيف أُشَارِكُهُ
حَمْلَ "عُصُورِ الجُوعِ" و الوَجَعِ
و "حَفْرَ صِيغَةِ القَسَمِ
عَلَى جَسَدٍ عَرَبيٍّ" يَحلُمُ بِالنّصْرِ؟؟
كَم وَدَدْتُ لَوْ قَابَلْتُهُ.. لَو سَألتُهُ..
لَو رَسمْنَا مَعًا لِهَذا الأدِيمِ
تَقَاسِيمَ وَجهٍ مُخْتَلِفٍ
لَو اِشتَقْنَا فِيهِ إلى وَصْلّ مُخْتَلِفٍ
لَو رَحَلنَا مِن أجْلِهِ نَحْوَ فَصْلٍ مُخْتَلِفّ
لَو ملأتُ مِنْهُ حَفنتي المَمدُودَةَ
بِمِدَادٍ مِن الطُّهْرِ..
كوثر بلعابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق