علىٰ مقصلةِ الصمت
إذا كنتَ حكيماً يلفظُ حكمته بقلبٍ مرتجفٍ فلا بُدّ يوماً من أنْ تعتريكَ هزّةٌ تزلزلكَ وأنتَ علىٰ متنِ عربةٍ يقودُها حمارٌ هائِجٌ يسرعُ بكَ نحوَ الهاوية !! فلماذا تغسلُ عقلكَ بمياهٍِ آسنةٍ وبالقربِ منكَ نهر جارٍ !؟ لا تتعجب فقدْ يخرجُ من كيسِ الفحمِ الأسود غبارٌ أبيض !! ويشمخُ من بين الدمن عودٌ أخضر !! إذا كنتَ كسحابةٍ ماطرةٍ فاحبسْ قطرَكَ عن أرضٍ لا ينبتُ فيها زرعٌ ولا ينمو فيها ضَرْعٌ حتىٰ تجذبكَ تلكَ الروابي الممحلةُ فتسحّ رذاذاً علىٰ شفاهٍ تشتهي لثمةَ المطر ، إذا كنتَ تملكُ لساناً قاطعاً تخاطبُ بهِ آذاناً صمّاً فاجعل الكلماتِ تشيخ عليهِ أو ينتحرُ علىٰ مقصلةِ الصمتِ فلربّما أصواتُ النحرِ تصعقُهم فيخرجُ من بين الصخرِ نزفٌ كثيرٌ ، إذا كانَ قلمُكَ عامراً فافطمهُ بالزرنيخ بعيداً عن جرذانِ الورقِ حتىٰ تتحرر المزابل من حرقةِ الشموس ، إياكَ ثمَّ إياكَ أنْ تطوفَ بعوالمَ كُلّ معابرها ريحٌ قدريّةٌ تصفرُ والمدى لحنُ ابتهال .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق