حوارٌ مع الزمن :
الأيام : كم مرَّ من الوقت وأنت على هذه الحال ؟
الإنسان : أي حال ؟!!
الإنسان : سنواتٌ تمر والحال كما هي لم تخلف الأشياء عن غيرها، إلا وجهاً أنهكه تعبُ السنين،
رغم أنني صغيرٌ أشعر وكأنني عجوزٌ في السبعين، يحمل عبءَ الحياة كله، بيدين ترتعشان، ووجهٍ شاحبٍ ، وعيون ٍ فقدت لمعانها .
الأيام : و لمَ كل هذا الثقل تحمله على كاهلك ، أفرغ ما بداخلك، واشحنه بطاقةٍ إيجابية، كي تستطيعَ إكمال مشوارك بثبات .
الإنسان : الحياةُ جميلةٌ لكننا لا نعرف كيف نستغل كل لحظة فيها فمشاغلها كثيرة ومتعبة .
كلُّ محطةٍ نقف عندها تأخذُ من عمرنا الكثير .
الأيام : أنصحك برمي كلِّ شيء خلفك وأن لا تعبث مع القدر . أترك ِالأمورَ تسيرُ و لا تتدخل في طبيعة الحياة ، وسترى أنك قادرٌ أن ترتاحَ قليلا من تلك الأشياء .
الإنسان : هل تظنين ذلك سهلاً ؟! كم أردتُ أن أرتاحَ للحظة وأستمتعَ بحياتي ، فوجدت في كلِّ مرةٍ أشياءَ جديدةً تطفو على سطح الأحداث ، وتملي عليَّ أوامرها، وليس من السهل أن تجابهَ الأقدارَ أو تغيّرَ المسارَ .
الأيام : سيأتي يومٌ ترقدُ فيه بسلام وتشعرُ براحةِ البال .
هناك مناسباتٌ تعترضنا كلَّ سنة ولا نعرف كيفيةَ استغلالها فنبقى في نكدٍ باحثين عن التفاصيلَ التى تقلق راحتنا وتقضُّ مضاجعنا ثم يصيبنا الملل والندم .
الإنسان : سأحاول ما بقي لي من سنواتٍ أو حتى بضعةِ أيام أو ساعاتٍ أن أستغلها وأن أعمل بنصحكِ وأن لا أفرّطَ بأي دقيقةٍ من حياتي إلا وأستمتع بها كما هي، فلا أصعّب عليَّ الامور .
الأيام : سأتابع جميع خطواتك وأنتظر نجاحك في تجربتك الجديدة، فالأيام كفيلةٌ أن تحفّزك للانطلاق من جديد و طيِّ صفحةِ العثرات .
بقلم أ. نادية التومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق