الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

المجموعة القصصية العربية المشتركة دروب الوجدان

 — دروب الوجدان—

مجموعة قصصية عربية مشتركة: دروب الوجدان
تصحيح وتدقيق: الأديبة فائزة بن مسعود
المقدّمة بقلم الأديبة فائزة بن مسعود
لوحة الغلاف تصميم الشاعرة الرسامة سليمى السرايري
إعداد الشّاعر طاهر مشّي
طبع دار الثقافية للطباعة والنشر والتوزيع
مقدمة المجموعة القصصية— دروب الوجدان—
تصدير
أوه، يا لهؤلاء القصّاصين ! بدل أن يقصّوا على النّاس شيئا ينفعهم ويمتّعهم, ينكبون على فضح جميع خفايا الحياة وأسرارها ... [لو استطيع ], لمنعت عنهمُ الكتابة! .... تصوروا معي: ما النتيجة التي قد تترتب على ذلك؟! حين يقرأ المرء ما يكتبهُ هؤلاء ينكّب بشكل غير إرادي على التفكير .... وإذا بكافة الأفكار العجيبة والغريبة تحل بذهنه! لا أنا بحقّ كنت سأمنع عنهم الكتابة. كنت سأمنع عنهم نشر أي شيء ممّا يكتبون ...
الأمير ف.ف. أوديفسك
لنتصور ان ما نكتبه نحن معشر الكتّاب لا يُنشر ولا يسمح له بالعبور للمتلقي؟ حتما سنموت اختناقا
والحمد لله على نعمة القدرة على التعبير عما يجول بالخاطر بحرية
والحمد لله أننا نحن معشر الكتاب ما زلنا نتعامل بالكلمات في زمن النفط والحروب السيبرانية
نكتب بجذور ضاربة في الأصالة في زمن السباحة في نزيف الأنبتات
وما زلنا نرى قصصا كتّابها وكاتباتها من الصميم عاشوا تجربة الحياة ومن الصميم نقلوا رؤيتهم ...
المنجز مجموعة قصصية عربية شارك فيها ثلة من الكتاب المتميزين من بعض الأقطار العربية، من الجزائر والمغرب وتونس،
وهي رابط وحلقة تواصل لجمع الأقلام رغم المسافات التي تفصلنا عن بعضنا، فكانت بادرة متميزة لتبادل الثقافات وإيصال صرخة الأقلام العربية وإزاحة الحواجز.
نلمس قصة حياة متعددة الزوايا وكل رآها من زاويته موظفا مخيلة سردية خصبة رحبة شاسعة وفضاء يمتدّ بنا إلى ما لا نهاية.
نصوص وصلت بنا إلى أسمى ما يمكن أن يقدمه الأدباء من خبرة زاخرة تصل إلى المتلقي مرنة سهلة حيث يتمكّن من إدراكها وسبر أغوارها وولوج عالمها دون تعقيد، ونلمس أن الخط الواصل بين قصص المجموعة يتجلّى في ثلاثية (الحياة -الوجود -القيم الإنسانية).
وقد شكل الحائز الزمني فاصلا كبيرا في محتوى كتابات هذه الكوكبة المتميزة من الكتّاب لنغوص في عوالم مختلفة، بفواصل زمنية متعددة ومتفاوتة، وقد شكل هذا التفاوت متعة في القراءة ومتابعة محتوى المجموعة لتتغير القصة من زمن إلى آخر ولعل مشاركة الكاتبة التونسية راضية الهلالي نموذجا متميزا للشعور بالفارق الزمني الشاسع، حيث كتبت جل هذه القصص منذ سنوات بل أرجح أنها في فترة الفتوة والشباب حتى لا أبالغ وأقول فترة مراهقة،
قصص تنوعت في متونها السردية بين الواقع والخيال والفكر والفلسفة والحياة والموت مجسدة محنة الإنسان ورؤية الحاضر والمستقبل وفنتازيا الخيال فلامست الواقع برؤية خيالية.
إن تنوع متن القصص جعل هذا المنجز منفردا، لذا كان لهذا الإنتاج المشترك كيانه الفني والفكري.
كُتّاب وكاتبات اختاروا خوض غمار القصة القصيرة كفَـنٍ ممتع رائق يتوجه مباشرة للإنسان فينا وخاطبوا فينا النبض والعقل لأنهم نقلوا المعاناة الموجعة، قصص تترجم دفين طيات النفس البشرية
بعضها مثقل بالأوجاع وبعضها يكشف خبايا حياة شائكة ويزيح الستار عن الانفعالات الخاصة.
والإبداع لا يتشكل ولا يولد إلا من رحم المعاناة والمأساة
بعض قصص المجموعة قد تؤجج الدهشة والتشويق
في هذه المجموعة نقرأ قصصا بحجم الحب،
قصصا أبرزت قدرة النفس البشرية على تجاوز جميع الفوارق والحواجز فتعيش في الماضي والحاضر والمستقبل في انسجام وتناغم مع نسق الحياة الآنية وفي أغلبها تعاملت مع الزمن النفسي الباطني لا الزمن المادي أي الخروج من دائرة الكرونولوجية التراتبية..
كمشاركة الكاتب المغربي المصطفى بلمرابط والكاتبة التونسية دليلة نادية بن رابح،
حيث مثلت هذه المشاركات المتميزة نسقا منفردا في سرد الواقع الملموس.
—وتحت إغراء الحرف وسحر الدروب تأخذنا هذه المجموعة القصصية—
لتعيش متعة الحوار كمشاركة الكاتبة التونسية منجية حاجي،
والعمل في مجمله مثْل منجزا متميزا جمع البهاء وجمال القصّ والسرد كما أن الخيال كان متواجدا في بعض المشاركات المتميزة حيث أضفى صبغة إبداعية، أكيد ستروق للمتلقي ويكتشف المزيد من مواطن الجمال والمتعة في هذا المنجز المنفرد.
-يقال أن أول القصة القصيرة بصورتها الفنية في الأدب العربي ولدت على يد محمود تيمور وهي القصة المشهورة(في القطار -حيث نشرت سنة 1917)
أقول لمحمود تيمور
اطمئن أيها الرائد - إن قطار القصة القصيرة واصل طريقه وعرف محطات مشرّفة جدا مع نخبة من الأدباء اختاروا هذا الدرب واستهواهم، وتفننوا في تبليغ إبداعاتهم والاستحواذ على قرّاء الكتاب الورقي في زمن العولمة والكتاب الإلكتروني لانهم تشبعوا برائحة الورق وملامستة عالم جميل نابض وحياة لا يدركها إلاّ من عشق صرير القلم البتول على الورقة العذراء...
وهنا استحضر قولة زكي مبارك المأثورة (إنّ الحياة هي كتاب الأديب، فالأدب يجب أن يكون من وحي الحياة، وإنه من الضروري أن نعيش الحياة حتى نكتب آيات الوجود ...رسالة الأديب ص7 )
هذه الرسالة المطولة ما هيّ إلا إبداع كاتب سكن الحرف جوانحه فأبدع ونثر الجمال بين السطور حتى يقدم المتعة والقراءة المتميزة للمتلقي.
منجز متميز منفرد أتمنى التوفيق لكل المشاركين والمشاركات في هذا العمل الوجداني.
الأديبة فائزة بنمسعود
المشاركون في المجموعة القصصية "دروب الوجدان"
الأديبة فائزه بنمسعود
الأديبة حبيبة محرزي
الكاتبة سليمى السرايري
الكاتبة سهام الشبعان بن حميدة
الكاتب بلمرابط المصطفى
الأديب عبد المجيد زين العابدين
الكاتبة منجية حاجي
الأديبة الجزائرية زهراء كشان
الكاتبة حبيبة عداد
الكاتبة دليلة نادية بن رابح
الكاتبة نريمان همامي
الكاتبة مريم الشابي
الكاتبة فوزية البوبكري
الكاتبة راضية الهلالي
الكاتب صلاح الشتيوي
الكاتب طاهر مشي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق