الاثنين، 19 ديسمبر 2022

اِحذرْ !!!! محمد جيد /مؤسسة الوجدان الثقافية


 (التناصّ مع المدنّس للدلالة على المقدّس )

اِحذرْ !!!!
فأنت تداعبُ النّار بأجنحة الفراش ...
مِن عادة الكتّابِ "الڨُرّاحْ" -(من القريحة :وهي كلمة من معجم الأحياء الشعبية و يوصف بها اصحاب البأس و العربدة النّبيلة )- أنّهم يُرمِّمُون النص الأدبي ويصقلونه و يُرصّعونهُ بالجواهِرِ المِلاحْ ، ثمّ يضعون نصوصهم في خلّ المشاعر المعتّقة ، مع إضافة العناوين و الشواهد و الأرقام و الحجج على اِختلافها التاريخي و العلمي و و و و و و و "مانعرفش شنوّا"....
So!
ولكن العِفريت فيهم ، من يحوّلُ القبح و التّمعّر و وجهَ الدّمامة ، إلى جمال فِطريّ يَلْعقُ الألبابَ و يقطُرُ مسكا ممزوجا بالعسل و الزّجبيل النّبيلْ ... دونَ أن يخدِشَ السّماء و يُغْضِبَ خازِنَ الوَيلْ ، ودون أن يُورّط نفسه أمام محاكم النّور العادلة .... بل يدافع عن الحقّ بأسلوب إبداعي مرعب و دون وَحْوَحَةٍ و أنينٍ مُقزِّزٍ يثيرُ شهوة قوم لوط ...
مثلا :
هناك من يدافع عن المقدّس برجفة الجبان ويتنمّق في قوله و بيانه اللزِجِ بغباء ... وينضمُ (قصيدةً ألفيّة في الدفاع عن خير البريّة )... و أعلمُ أنّهُ كاذب "زَفْزُوفْ", و لو كان الذي دافَعَ عنهُ مرَّ من أمامه ! لهرب ، و تركه للمخبرين و المفاسيق ..
أمّا أخيكم هذا متعفّنُ اللسان و صفيّ السريرة و الجنان : عندما سَمِعَ وجهَ العانة "مَعْكَرُونْ" ذاك الدُّوقُ المَلْكوعْ .....قالَ بكلّ براءة ..وهو يعلم أن النور قد أغناهُ وكفاه ربُّهُ المستهزئين..
( رَغِبْتُ عن هِجائِكَ يا نُوَيْكُ و كيفَ يُهَاجِئُ النّاسُ المُنَاكَ ).
بربّكم !!! أليس هذا دفاعا ضاريا ؟! .. ألَيْس قلما صادقا ....
Soo!!
أولائك الحشواجيّة يمارسون الفضيلة المنمّقة ويكتبون النصوص الأنيقة داخل مراحيضهم وفي خلواتهم ببذاءة فاسدة ، ثمّ يخرجون علينا كالقساوسة و الأساقفة على للمنابر و أمام المصادح ...
ويا ويلي... ويا سواد ليليِ .... إن كنتُ أُنَاقِدُهُمْ على رؤوس العِيانِ ، أو أنْ أُقدِّمَ مُجَرَّدَ اِعتراضٍ عَمّا يقولون !! ...
-------
نحن ألسنة النّار التي تضيء لفراش الحق حفلته ....
(مُبْدِعٌ مرعب تخونهُ بعض اللغة )
-"سأكتُب وسيراني الحقيقيّونَ " ...
وهذا ما يصبّرُ فؤاد المبدع المتفرّد "الجاهلِ" بمفاتيح الكلام و التعبير ، يغمسُ نفسهُ بين ظهراني الغيلان، وهو على منهجِ (قصّة الغلام و الساحر والرّاهب -والدابة- ) ... ولكن ، هذا الغلام المبدع، ليس كغلام القصّة المُتَواتِرة و المعروفة ... بلْ شدّهُ نشيج الوحش وهالةُ قلبه ، ورأى ما لم يرهُ القوم ... وهذا ما يجعل الغلام يتفرّدُ رغم أنّهُ مازال يسعى إلى طلب العلم عند الرّاهب و السّاحر ، وقد تورّمت ركبتاه وتدمدمت من جرّاء التقرفُصِ الثابت أمام النقيضين .... فالراهب يقلّمُ روح الغلام الغضّة الطريّة التي مازالت حديثة عهد بالسماء ، أمّا السّاحرُ ،فيعلّمُه العربدة و أساليب الخداع ليغمسَه في غابة الدنيا الشائكة و الموحشة ويجعله شيطانا يراقص الشياطين بكل خفّة ...
و لكن الغلام " المبدع " أبى أن يكون نسخة لمعلميه و بني جنسه ،شكلاً و مضمونًا ..... و اختارَ المتفرّدَ وهو "الدّابة" (الوحش) و التي لم يخلق مثلها و لن يخلقَ... ، ثمّ توسّلَ بصره الحَدِيد و قطفَ من هالة حزنه ما يقرُّ به عينه و يجعله" مبدعا " غير مستنسخٍ و لا خاضع للرّسْكَلَة ِ و إعادة التدوير ، التي تطمسُ هويّته و تقصر من عمره و تطفئ توهّج قلبه....
-"اللغة الخائنة"...
المرهقُ و القاتِلُ حقّا أنّ المبدع المتفرّد شاعرا كان أم كاتبا في بداياته البائسة لا يملك خارطة او دليلا ولا حتى لغة تخوّلُ له المشي بخيلاء واستعلاء وسط قدماء "الحانة الأدبية " القابعين منذ عقود على تلك الكراسي الخشبيّة المهترئة و هم يرون هذا الفتى بعين التنَمّر المباح ، على أنّهُ سيسكرُ من أوّل كأس حِبْريّة غير معتّقة و ممزوجة بعصير التَّعْتَعَةِ ...ولكنّهُ و لسوء حظّهم صار صاحبَ الحانة وقد اشتراها من عند مالكها مقابل قصيدة حبّ ردّت له حبيبته الفاتنة ...
- " ثلاثة ليس لهم وجود ؛ معلّمي و حبيبتي و القيروان الوَلُودْ"...
وأيُّ تفرّدٍ و إبداعٍ سيأتي من فراغ !!؟؟ . المعلّم الحقيقي للمبدع المتفرّد و المُتَعْتِعِ ، مُتفرّدٌ كذلك ...و غولٌ أسيفٌ لطالما شجّ قلبهُ الحزن و الألم ، حتى اندمل و صار أقسى و أقوى ... وهذا اوّلُ مولّدٍ ضخمٍ لطاقة "الغلام"... أمّا حبيبته فهي التي تقطف قلبهُ فيقطف قلبها و تُحرّضُ شرايينه على دفق المشاعر و هي "سَانْترُوم " مشاعري يقيه من تجلّط أحاسيسه المرهفة و تيبّس الدموع الحلوة حول عيني قلبه ..
أمّا "القيروان "....... فقصّةٌ أخرى ..لا يسعها بحرٌ من الحبر و الدموع للحديث عنها.... لذلك سأتركها تتحدث عن نفسها ...
محمد جيد 🇹🇳

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق