‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقال. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقال. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024

(1)فلسفة اللذة والألم وثقافة الدوبامين(1) ـــــ د/علوي القاضي

 


(1)فلسفة اللذة والألم وثقافة الدوبامين(1)

دراسة وتحليل : د/علوي القاضي.
... حركة الحياة ذات قطبين ، وهي تسير في اتجاههين إما تحقيق اللذه ، أو تحمل الألم ، ويتجلى هذا المعنى في بكاء الطفل من الألم لحظة ولادته ، والجميع من حوله في قمة اللذه حتى الأم رغم ٱلام الحمل الولادة تكون في قمة اللذة حينما تسمع بكاء وليدها ، ونفس الطفل عند موته شيخا يبتسم وهو في قمة اللذة بعدما يرى مقعده من الجنة ويشم رائحة الطيب مع الملائكة لإستلام روحة ، ونفس الأهل من حوله يبكون لفراقة والشخص هو هو ، يالتفاهة الحياة وسطحيتها
... و (اللذة) تتحقق في حالتين : إما أن تتحقق في حد ذاتها من خلال مواقف وأحداث تؤدي لها ، أو في البُعد عن مصادر الألم وتجاوزه ، وهذا التجاوز في حد ذاته له لذة ، كذلك (الألم) يحدث من موقف مباشر يسبب الألم أو عند فقد مصدر من مصادر اللذة
... ومابين (اللذة والألم) فهناك أمل في الحياة ، فالحياة رحلة مليئة بالتناقضات ، فهي تتراوح بين الأمل و (الألم واللذة) ، ونحن كبشر نعيش في دائرة لانهائية من التجارب والمشاعر المختلفة ، نحاول أن نعيش في ظل (الأمل) ، وهو مايمنحنا القوة والعزيمة لمواجهة التحديات والصعاب ، ف (الأمل) يمثل النور الذي زرعه فينا الخالق سبحانه ليضيء طريقنا ويمنحنا الثقة في أن الأيام الأفضل ستأتي ، ومع ذلك فإن الحياة ليست خالية من (الٱلام) فنحن نواجه الصعاب والمحن ، ونتعرض للخيبات والألم الجسدي والنفسي ، ويمكن أن يكون (الألم) مصدرًا للتعلم والنمو ، ولكنه يمكن أيضًا أن يكون تجربة قاسية ومؤلمة إنها جزء لايتجزأ من الحياة ، ونحن مدعوون لتجاوزه وتعزيز قدرتنا على التكيف والتحمل في الوقت نفسه ، وتعتبر (اللذة) زائلة ومؤقتة ، نحن نعيش لحظات السعادة والفرح ولكنها لاتستمر إلى الأبد ، قد نجد اللذة في العلاقات العاطفية أو التفوق والحصول على الشهادات أو النجاح المهني أو الهوايات التي نستمتع بها ، ولكن هذه اللحظات تمر بسرعة وتتلاشى ، في النهاية يجب علينا أن نتقبل هذه التناقضات وأن نحاول إيجاد التوازن بينها ، ويجب أن تكون فلسفتنا في الحياة أن نحافظ على (الأمل) ونتعامل مع (الألم) بصبر وقوة ، ونستمتع بلحظات (اللذة) عندما تحدث ، ولكننا لانعتمد عليها لتحقيق السعادة الكاملة ، إن فهمنا لهذه الحقائق الفلسفية يمكن أن يساعدنا في التعامل مع صعوبات الحياة وأن نعيشها بحكمة ورضا بقضاء الله وقدره
... عند معظم الفلاسفة نجد أن من روائع (فلسفة اللذة والألم) ، والغاية من الوجود الدنيوي أنه ليس في هذه الدنيا لذة البتة ، بل ذاك الذي يظن أنه لذة فهو ليس في ذاته ولكنه الخلاص من الألم ، فإن مايخيل لنا من اللذة عند الأكل فهي لذة الخلاص من ألم الجوع ، ومايخيل لنا من اللذة عند اللبس فهي لذة الخلاص من ألم الحر أو البرد ، فليس للإنسان في حركة حياته إلا حالتين إما حدوث الألم أو الخلاص من الألم والإنتقال إلى آخر ، فهذا أدق تفسير لقول الله تعالى (لقد خلقنا الإنسان فى كبد) والكبد هنا بمعنى المشقة المصحوبة دائما بالألم
... فاللذة والألم مرتبطتان إرتباطا وثيقا معاً ، فمن يريد أكبر كمية من اللذة والمتعة ، عليه أن يقبل بكمية تساويها من الألم والوجع ، وإذا قررت تقليل درجة الألم البشري ، فأنت أيضاً تقلل قدرة البشر على الشعور باللذة والمتعة والسعادة ، ‏وتضحية المرء بصحته في سبيل أي نوع آخر من أنواع السعادة ، هو أكبر الحماقات ، لأن التضحية باللذة في سبيل تجنب حدوث الألم مكسب واضح
... يسجل كتاب (الجسد بين اللذة والألم) ، للمؤلف (حنا مينا) ، مجموعة رؤى وتوجهات ، التي قدمها في باقة متنوعة من الدراسات والمقالات ويطالعنا (مينا) في كتابه ، بجملة تقديمية مشوقة ، إذ يحكي أن والده قال له : يا حنا ! الدهر دولاب ، لا عمَّك ولا خالك !
، وينتقل ليسجل لنا آخر ماقالته له (إمرأة القبو) في روايته (الشمس في يوم غائم) : إسمع يا صديقي ، الرجل لاتذله إلا شهوته ، فلاتدع شهوتك تذلك !
... وأرى أن الله سبحانه لم يجعل اللذة والسعادة في مال ولانسب ولامتعة ، ولكنه جعلها صلة خفية بين الأشياء وصاحبها ، فلا تأخذوا الأمور على ظواهرها فإن صاحب المرض المزمن لو حمل من (الألم) ماتظنه أنت حامله ماعاش ، والغني لو نال من (اللذة) ماتحسب أنه نائله ماوسعته الدنيا ، ولكن التعود والتأقلم على الظروف يبطل اللذة والألم معا ، وتٌهُوٍن السجن على السجين ، والحرب على المحارب ، وتجعل الملك الذي في قصره آلاف الجميلات ، مثل الذي في بيته إمرأة واحدة ! ، إنما اللذة التي لاتفنى ولا تنقص فهي لذة (الروح والقلب) ، ولذة (التأمل) ، ولذة (التعبد) في هدأة الليل ، ولذة (المناجي) ربه في الأسحار ، ومن هنا قال المتصوفة : لو ذاق الملوك مانحن فيه لقاتلونا عليه بالسيوف !
... وإلى لقاء في الجزء الثاني إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتي ...

الأحد، 15 ديسمبر 2024

Poetry: I should be a lover,Poet: Priyanka Neogi,

 


Poetry: I should be a lover,
Poet: Priyanka Neogi, ♥️
Cooch Behar, India
Date: 15.12.2024
____________________
Flower basket in flower garden,
Mind-blowing visionary,
Life guard of drifting,
Rules and regulations.
Lover your life is in the tide,
Continue story sky the yolk
Sweet harmony in the union of hearts,
I Think stretch is a colorful dawn.
Lover is your companion in happiness and sorrow,
Tears are forgotten and a unique smile appears on the lips.
Reluctance to seek the warmth of a relationship,
Sweet words bring perfection to the mind.
In the mind of a lover as a lover,
As the ever-present spring,
Build a sky of exuberance,
Let me be in the ocean of love.
I will be your bride one day.
betel leaf betel nut tip on the forehead,
Surroundings illuminated with love.
Be your lover according to my love rules,
I will decorate my life with you.
________________

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024

طفولةُ الأصابعِ المنسيةِ ـــــــــــ محمد مجيد حسين


 طفولةُ الأصابعِ المنسيةِ

خميرةُ اللغةِ تغوصُ في ممرات الليلِ برشاقةٍ وتوهجٍ، وتشتعلُ بكل ثرائها، فتحنُ الأصابعُ لطفولتها، تستيقظُ زهورُ الحديقةِ على صدى نبضاتِ قلوبنا الساهرةِ على مفارقِ دربٍ يربطُ بين شتات الذاكرة.
ثمة تساؤلات تقف على مرمى حجرٍ من الصمت والبوح معاً.
هل مازال الشّعرُ قادراً على ضمان عبورِ مشاعرنا عبر ممراتِ الليلِ من وإلى قلوبنا بأمان؟
وهل في جعبةِ الكائنِ الشعريِّ ما يؤهلهُ ليرمّم المساحاتِ المنسية من الذاكرةِ؟
وهل في العالمِ الرقمي أصواتٌ تبحثُ عن النصوص ذات العمقِ الإبستمولوجي؟
هذه التساؤلات سنستسيغها عبر الخطابِ الشعري للتونسية سلوى السّوسي من خلال نصها "حين يضيء الطين"؟؟
ولنقرأ النص معاً:
** حين يضيء الطّين **
في طريق العودة إليّ
زجاج مكسور...
تلتقطه أعين المارّة...
ترشقه في أضلعي...
رجال البلاد يهدّدون بقطع الطّريق...
والنّساء يعتذرن لتاريخ خدشته
ظنوني...
ويقسمن أنهن من الشّمس
براء...
في طريق العودة إليّ
تجّار أسداف كسدت تجارتهم...
انقضت اَجال بضاعتهم...
توضّؤوا بالشّمس وتابوا...
في طريق العودة إليّ
تأنّقت روحي في حضرة جسد سطع
عين الضّوء...
الضّوء جسور...جريء...
يرسم ظلّي عاريا ،
وينضو عن روحي السّتار...
الضٌوء وديع...بريء...
يعيد إليّ وجهي...
لأحيى كما أشتهي...
وأموت كما ينبغي...
سلوى السّوسي/تونس.
سنبدأُ بتشريحِ مواكبِ اللهفةِ، الضامنةِ، لسلاسةِ الحوارِ، ما بين الرموشِ، والضوء الراقدِ على جبين الطين.
لنبدأ بالعنوان " حين يضيء الطين"
متى يضيء الطين
سؤالٌ لجوج!!!
الطينُ هو مزيج الماءُ والترابُ، وهما العنصرانِ الأساسيان في منظومة الطبيعة، وعندما يجتمعانِ يغدوانِ مؤهلينِ لاستقبال الضوء، قد يكونُ الضوءُ صناعياً وقد يكونُ طبيعياً كالشمس والقمر.
حين يضيء الطين مدخلا ذو عمقٍ متشعب الدلالة
قد يبلغُ الإدراكُ مبتغاه في سيرهِ الجارفِ نحو مملكةِ اللذةِ بمختلفِ ألوانها.
لنأخذ صورة جديدة من النص.
"في طريق العودة إليّ"
أعبرُ بواباتِ مدينةِ المسافةِ باحثاً عن ضوابط الكيمياءِ العازمة على ترسيخِ فعلُ المباغتةِ الحسية.
"في طريق العودة إليّ"
هنا يتحققُ جُل مفهوم النظرية التفكيكية للناقد جاك دريدا 1930- 2004
الذي نادى بفتح سقف الدلالة للصور الشعرية
" في طريق العودة إليّ"
هنا تتراءى فضاءات المعاني غير المنتهية للصور الشعرية.
لنأخذ صورة أخرى من النص:
" توضؤوا بالشمس وتابوا"
هنا ثمة إشارة إلى مجموعة بشرية لسبب ما لا يمكننا الجزم بماهية الدوافع التي منها انبثق الرادعُ الأخلاقي الذي أدى إلى فعلِ الوضوءِ ومن ثم التوبةِ.
تطرحُ الصورةُ الشعريةُ نهايةَ مسار الخطيئة من خلال إقدام هؤلاء على فعل الوضوء ومن ثم التوبةِ.
هنا استطاعتْ الشاعرةُ المتقنةُ سلوى السّوسي خلق مشهد بصري فاصل تتبوؤه الفضيلةُ من خلال فعلي الوضوء والتوبة.
الخلاصة:
ظهرت براعة الشاعرة سلوى السّوسي في الإجابة على التساؤلات آنفة الذكر؛ فالكائن الشعري مازال ينبض بالحياة فهو الذي كان بمثابة بوصلة ما بين الضوء والطين.
وهو الذي بث الروح في المساحاتِ غير المأهولة من الذاكرة؛ فتعززت بؤر السكينة، مما دفعَ بمجموعة بشرية القيام بفعل الوضوء والتوبة.
نستطيع أن نؤكد بأن وجود نصوص بهذا الرُشد سيمنح الحياة للقراء الحقيقيين، فبالفعل هي شاعرة وازنة لغوياً، ومعرفياً، وحسياً؛ خلقت الرغبة لدى قارئ مولود في المشرق للتماهي مع نصها المولود في المغرب.
محمد مجيد حسين / كردي/ سوري

الخميس، 1 أغسطس 2024

لفظُ (عرف) ـــــــــ محمد جعيجع


 لفظُ (عرف) :

................................
صَحِبتُ أَبي وَ أُمّي في عَزاءٍ ...
إِلى الأَريافِ في يَومٍ كَعَرفِ
إِلى بَيتِ العَزاءِ عَزاؤُنا سُـ ...
نَةٌ لِمُحَمَّدٍ خَتمًا بِعُرفِ
وَجَدنا الأَهلَ في جَلَدٍ قَدِ استَقـ ...
بَلوا أَمسٍ مُصيبَتَهُم بِعِرفِ
................................
العَرفُ : ريحُ العودِ : الرائحةُ مطلقًا، وأَكثر ما يُستعمَلُ في الطَّيِّبَةِ منها .
العِرفُ : صَبرٌ يُندَبُ : الصَّبرُ عِندَ المُصيبَةِ
العُرفُ : المَعروفُ : ما تَعارَفَ عَلَيهِ النّاسُ في عاداتِهِم وَ مُعامَلاتِهِم .
................................
محمد جعيجع من الجزائر - 2024/08/01

الجمعة، 12 يوليو 2024

কবিতা: মতিঝিলের মাঝি,কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী,


 


কবিতা: মতিঝিলের মাঝি,
কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী, 
♥️

কোচবিহার,ভারত
তারিখ:12.07.2024
______________________
মাঝির আছে নৌকা,
নৌকার আছে মাঝি!
দুইয়ে মিলেই স্বপ্ন অনেক অর্থকরীর।
যমুনার জলে জল বাড়ে,
আশা বাড়ে মাঝির!
একটু বেশি লোক এলেই
ভাড়ার দামটা বাড়বে মন মতো করে।

স্বপ্ন দেখতে ভয় পায় ঐ নৌকার মাঝি,
হাজার স্বপ্ন মুছে যাওয়ার গল্পে ভরা তার ঝুলি,
নতুন স্বপ্ন আর খুঁজে পায় না সে।

মাঝি গেল মাছ ধরতে কক্স বাজারের সমুদ্রে,
জোয়ারে তার জাল নিয়ে গেলো,
একটুর জন্য প্রাণ বেঁচে গেলো।

এইভাবেই দিন যায়,
পার করে রাত,
স্বপ্ন এসেও বিদায় নেয়,
বাস্তব তার জল-নৌকা-সমুদ্রের মাছ।

تفاحةُ طروادة ـــــــــ محمد مجيد حسين


 تفاحةُ طروادة

‏"البرهنة على الحقيقة غير كافٍ، يجب إغواء الناس باعتناقها" فريدريك نيتشه.
ها أنا ذا مُتشبثٌ بدفء الماءِ في زحمة الفيافي أقرأُ "أعراس الماءِ" لأم الزين بن شيخة، وما بين العرس والعرس ثمة عطشى يلهثون خلف مواكب الحناء.
هنا لنتمعن في الأثر الذي قد ينبثق من نصوص ديوان "أعراس الماء"
هنا ثمة أسئلة تُطرح:
هل استطاعت الشاعرة الخروج من النمط الشعري الحديث الذي تأسس في بيروت على يد جماعة "مجلة الشعر" في خمسينيات القرن المنصرم:
السياب.. أدونيس.. أنسي الحاج...
وهل في ثنايا النصوص ما يمنحنا بعضَ الفضاءات التي من شأنها تنظيم العلاقة بين المرء ونفسه وبينه وبين الغيب؟
وهل فتحتْ ندى النصوص شرفات جديدة في ذواتنا، أم سارت في ذات المنحى الذي سلكه الشعراء العرب على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن؟
هنا سنحاول تسليط الضوء على مكامن اللذة في الديوان من خلال الغوص في عنوان الديوان وقراءة أحد نصوصه.
لو آثرنا رصد رواسب الروائح التي تنبع من نصوص الديوان قد نصل إلى محصلة فحواها: لا موطئ قدمٍ لقبح العالم في حضرة أعراس الماء المتعوبة عليها والمنبثقة من شجرة معرفية مُدركة بعمق ضارب لأهمية توظيف الجمال في مواجهة نظام التفاهة الذي يقود العالم وفقاً للفيلسوف الكندي المعاصر" آلان دونو"
ثمة تحقيقات كثيفة في جوهر العمل الإبداعي تهدف إلى بث السكينة وتخفيف حدة القلق القادم من الرقمنة، ومن خلف النوافذ والستائر المنبثقة من الفضاء الأزرق.
أعراس الماء صرخة تأتينا بتواتر وهندسة أستطيقية غارقة في البحث الدؤوب لتحصين ما يمكن تحصينه.
ثمة باقة قبلات دافئة تأتينا من مخيلة الشاعرة أم الزين بن شيخة رافعةً شعار إبرة وخيط لترقيع المزيد من بؤس العالم.
"أعراس الماء"
العتبة تأخذنا نحو الراقد بسكينة هنا ببهو الماء الذي يُعد جوهر الحياة.
"أعراس الماء" مدلول سيميائي على أعراس الحياة.. تحت سطوة نظام التفاهة تفوقت الجنازات على مختلف أشكال البهجة.
لنأخذ أحد نصوص الديوان: "جبل من الماء المقدس"
ثمة تماوجات في عنوان النص تقودنا صوب العميق من عمق "أعراس الماء"، ولنقرأ النص معاً:
جبل من الماء المقدس
يركع لسواد الليل في عينيها ..
وحرف صغير بين يديها
جاءت ترسم الفجر باكرا...
وفي البال أغنية
لهدهدة الصقيع . ..
ومدينة بلا أسئلة...
نهار طويل وقيامة بلا آلهة..
وطوابير...
وأصوات الراحلين تركض
في غبار الوقت المكفن بالتراتيل...
جاءت ترسم الفجر باكرا...
وفي قلبها طفلة باكية...
من عمق الربيع..
جاءت ترسم الفجر باكرا...
وكان الماء واقفا على شفة غيمة حزينة..
ووردة ثكلى بين نهرين عاشقين..
جاءت ترسم الفجر باكرا..
تراود العطر على الشذى...
والياسمين يرقص في يد ربة شرقية..
مزقت فساتينها على وجه سفرجل يتيم..
زغاريد واهازيج وشفاه ممنوعة من المستحيل...
وطن يهزم الأفق
ويعود إلى أعراسه القادمة من جهنم..
وتفاحه تقضم ضحكتها الأولى
كي تولد سماء من الحلوى
في ابتسامة طفل صغير....
أم الزين بن شيخة
"جبل من الماء المقدس" عنوان أبستمولوجي يرمز إلى جوهر الكائن البشري، فالماء هو الحياة، والمقدس هو العقل وفقاً "لأيمانويل كانط"، والجبل رمز الشموخ.. هنا ثمة تجلية تقودنا نحو عمق بؤر الكينونة، لنتدارك امتداد الماء في بهو القصيدة التي تدعونا إلى جملة من ولائم جمالية تنبثق من رؤى غادقة في تشريح الملامح التي عليها تؤسس أجواء المشهد الأستطيقي التي بدورها تمنحنا القدرة على استكشاف المُغيّب من المسرح الجمالي.
"جبل من الماء المقدس" رابية تأخذنا في مسارات متباينة تمنحنا شرفات ومن زوايا مختلفة لبلوغ جوهر الحياة عبر فهم المراحل التي مرَّ بها الكائن البشري، والموورثات التي تغلغلت في نسيج شخصيته، منها ما تبدلت ومنها ما ذابت في سياق التطور بشقيه الطبيعي والقسري تحت سطوة الخطاب السائد في كل عصر وفقاً لمصالح الأقوياء.
جبل من الحياة النبيلة تعرّضَ لفرمانات على امتداد التاريخ، وأخذ صبغة دموية مع ظهور الأديان والصراع الوجودي بينها، ومع مرور الزمن وقيام الثورة الصناعية في الغرب وصعود الطبقة الرأسمالية تحول الصراع إلى صراع طبقي في جغرافيات عديدة وخاصة في مطلع القرن العشرين أي مع الثورة البلشفية في روسيا القيصرية وتبوء الفكر الماركسي سدة الحكم، والذي عرف لاحقاً بالاتحاد السوفياتي، وكانت للحربين العالميتين دور محوري في انحسار مساحات "أعراس الماء" في معظم بقاع العالم.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اندلعت ما سُميَ بالحرب الباردة ما بين القطبين الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي، والتي هزت جبل الماء المقدس، وخلخلت شجرة الكينونة من جذورها.
وفيما بعد تم تفكيك دول الاتحاد السوفياتي، ونحن لسنا بصدد البحث في أسباب انهيار القطب الاشتراكي، وبات العالم يقوده قطب واحد الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا ظهرت أصوات تخشى من عودة الصراعات ذات البُعد الوجودي، وقد يأتي في مقدمة الأصوات المنبهة لخطورة هذا الصراع: المُفكر الأمريكي "صموئيل هنتغتون" في أطروحته الذائعة الصيت "صدام الحضارات" الذي أكد فيها فظاعة الحرب ذات البعد الثقافي والحضاري، وهذا ما أكدت عليه الوقائع لاحقاً.
نستسيغ من هذا السرد التاريخي الوجيز حجم الويلات التي تعرضت لها "أعراس الماء" وبدوافع متعددة، ولكنها كانت تصب في ذات المصب، فهي نالت الكثير من روح وجسد أعراس الحياة.
ويزخر النص بالصور الشعرية ذات العمق المعرفي والبعد الأخلاقي،
لنأخذ مقطعاً من النص:
"وأصوات الراحلين تركض
في غبار الوقت المكفن بالتراتيل
جاءت ترسم الفجر باكرا
وفي قلبها طفلة باكية
من عمق الربيع"
هنا ثمة فصاحة مغروسة ببعد سيكولوجي ينبثق من رؤى قادمة من علو ضارب في ذاكرتنا العميقة.
" أصوات الراحلين تركض"
تشبيه ببوصلة وارفة: الراحل صامت! فكيف يمكنه إطلاق أصوات راكضة؟! هنا تستعين الشاعرة بذبذبات قد تشكل نسيجاَ صوتياً وتدعمه بحركة تخلق في الفراغ جملة جمالية راسخة في الذهول لدى الآخَر المتلقي.
" في غبار الوقت المكفن بالتراتيل"
الغبار مدلول على ضبابية في الرؤية، والكفن صورة ملاصقة للموت، ربطهما بالترتيل صورة روحية، أي أن الصورة الشعرية مركبة، تبدأ بالغبار وتنتهي بالتراتيل، ومابينهما الوقت الملتحف بالكفن مدلول حازم للموت، وتكمل شاعرتنا أم الزين:
" جاءت ترسم الفجر باكرا
وفي قلبها طفلة باكية
من عمق الربيع"
هنا ثمة تضاد شاهق يكمن في رسم الفجر وبين الوقت المكفن، أي أن الشاعرة ترى بالنهاية بداية البدايات من خلال التأكيد على رسم الفجر باكراً الذي بالأساس هو بداية اليوم، وقد أضافت إليه "باكرا" لتزرع في ذهن القارئ مشهداً من الرقمنة، فالحياة الحديثة قائمة على السرعة، لذا تطَلّبَ إضافة باكراً لاسم الفجر.
لتكمل شاعرتنا "وفي قلبها طفلة باكية من عمق الربيع"
وفي القلب طفلة تبكي في الربيع والذي من المفترض أن تكون مبتهجة فيه: هنا تبينُ لنا الشاعرة سيرورة الكائن البشري عبر هذا المشهد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
هنا غبار وكفن ..
وهنالك فجر وطفلة..
تتراءى في المقطع السابق الفصول الأربعة التي يمر بها الكائن البشري، حيث استطاعت المبدعة أم الزين بن شيخة خلق كثافة في متن ذو عمق وتدي متشعب عبر بوصلة سيميائية غادقة تعكس مساحات التأمل في الزمن الكتابي.
لننتقل إلى مقطع آخر:
"وكان الماء واقفاً على شفة غيمة حزينة..
ووردة ثكلى بين نهرين عاشقين.."
هنا ثمة دعوة شاهقة للمتلقي ليُبحر في تأملٍ متعدد الدلالة، الماء واقف والإطار الحاضن يكتنفه ألم، أي أن الحياة هنا تبحث عن من يستحقها، هنا ترمز الشاعرة إلى انخفاض مساحات عشاق الحياة مع نمو المد المعادي للحياة والمتمثل هنا ببروز الفكر المتطرف وسيطرته على عقول العامة في عديد الجغرافيات هنا في شرقنا المأزوم، لذا الماء يقف على شفة غيمة، وهي بدورها تعيش حالة من الخيبة، فالحزن له منابع عديدة، قد تكون الخيبة هي ما تبوأت ذهنية الشاعرة في الزمن الكتابي.
" ووردة ثكلى بين نهرين عاشقين.."
كيف يغدو الورد بمكان الأم التي فقدت أعز شخص على قلبها، قد يكون وحيدها أو وحيدتها.
متى يمكن للوردة أن تبكي بتلك الحرقة المريرة؟ على الأرجح لن تبلغ هذا المبلغ إلا إذا فقدت آخر معاقل آمالها، فقد تكون فاقدة حتى بصيص أمل يمدها، أي أنها لا ترى بذور الورد من حولها.
" وردة ثكلى" مؤلم أن تبلغ الخيبة هذه الدرجة من الوجع.
وتكمل المشهد الاستثنائي بين نهرين عاشقين، فالماء رمز للحياة، وفي النهر ثمة مواكب من أعراس الحياة تجري في نهرين عاشقين، وكأننا أمام دار للأوبرا بدون أن تستطيع جذب اهتمام سامعها.
الماء واقف
غيمة حزينة
وردة ثكلى
وعشق النهرين ..
وكأنه حتى في قلاع الحياة تفقد أعراس الماء المزيد من روحها، هنا يمكننا تشبيه هذا المشهد بما جرى في أفغانستان بعد عقود من الصراعات والحروب، حيث اختار الشعب حركة طالبان المتطرفة ورفضت مفاهيم العصر التي تمنح الكائن البشري المزيد من الحرية والكرامة، وفي تاريخنا المعاصر عديد من الأمثلة على تقهقر أعراس الماء أمام أعراس القتلى.
لنتتقل إلى مقطع آخر من النص:
" ويعود إلى أعراسه القادمة من جهنم
وتفاحة تقضم ضحكتها الأولى
كي تولد سماء من الحلوى
في ابتسامة طفل صغير"
ثمة تأمل في بياض قادم من الجحيم:
الأعراس هي رمز للبهجة، والماء محور للحياة.. كيف تأتي من الجحيم وهو رمز للسواد؟!
هنا تدعُونا الشاعرة أم الزين إلى تفعيل طاقاتنا البيضاء من خلال فتح فضاءات التأمل لتؤكد لنا بأن في عرين الألم ثمة ابتسامة قد تتاح وفقاً لنظرتنا للعالم.
" تفاحة تقضم ضحكتها الأولى "
في الموروث الديني التفاحة تسببت في هبوط آدم وحواء إلى الأرض، وفي المنظور العلمي والتاريخي لها عديد السرديات، ربما أشهرها تأثيرها الجم على حرب طروادة ذائعة الصيت وفقاً للسيرة الأسطورية، إذ كانت التفاحة السبب المباشر في تلك الحرب.
تفاحة "تقضم ضحكتها الأولى" أي أن في بداية تناولنا لها تعتري البسمة ملامحنا ولكنها قد تكون بسمة مرفقة بشد عصبي قد يؤدي إلى تباينات متضاربة في سياق معرفي جمالي متعدد الأوجه.
تنهي شاعرتنا أم الزين نصها
" كي تولد سماء من الحلوى
في ابتسامة طفل صغير"
تخبرنا شاعرتنا بأن في ابتسامة طفل ما يكفي ليغدو العالم آمناً موغلاً بالكينونة.
سماء من الحلوى مرآتها ابتسامة طفل صغير، هنا يمكننا أن ندرك أهمية زاوية رؤيتنا للعالم والتي على متنها تبنى سعادتنا، أي أن السعادة تكمن في دواخلنا لنصل إلى الحكمة الفلسفية: "الإنسان هو صانع ظروفه التاريخية".
"جبل من الماء المقدس"
قد يصل القارئ الحصيف إلى حجم التحولات داخل ذات الكائن البشري، حيث قد تتحول البراءة إلى شراسة، والقوة إلى نقمة، والإدراك إلى ألم عميق.
ديوان "أعراس الماء" في معظم أجوائه يزخر بالنصوص الدافئة والثرية عبر لغة متقنة حداثية، ومن خلال هذا النص الذي تناولناه "جبل من الماء المقدس" نستطيع الولوج إلى مكامن الإبداع في عالم الفيلسوفة والروائية والشاعرة أم الزين بن شيخة التي تمتلك ما يؤهلها لنثر بذور الجمال في مواجهة قبح العالم.
ديوان أعراس الماء عمل إبداعي يمكننا وضعه في مصاف الأعمال المأهولة بروح الحياة والملتحفة بحرير المعرفة المنهمرة من ذاكرتنا العميقة.
أعراس الماء يستحق منا وقفات نقدية على نطاق أوسع في قادم الأيام.
محمد مجيد حسين
كردي - سوري

الاثنين، 22 أبريل 2024

أضواء غارقة في العتمة ـــــــــ محمد مجيد حسين


 أضواء غارقة في العتمة

قراءة انطباعية شائكة لعالم المبدعة مرشدة جاويش حيث تستمد زهور عنفوانها من حركة الأشواك وحرارة العناق بين العشاق الأزليين هؤلاء المسافرين منذ ليلى العامرية مروراً بمي زيادة وجبران ووصولاً لنبوءة قلبي.
( يسدلُ الصمتُ أجفانَ الجسد .. )
لنتجاوز بساتين الذهول وكرنفالات المطر وهوس البذور للضوء وأشواق الغارقين في واحة الهيام ففي أقصى الرؤية وعلى مقربة من قرص الشمس تكتبُ مرشدة جاويش سلطانة الحرف المجبول بالدموع العميقة المتفوقة على موسيقا القبلات في عرينها الزائر.
لنسهب في منعرجات العبور إلى الضفة الواقعة شرق بلاد الهزائم الكبرى وفي الجهة المناظرة من أرض النبوءة نبوءة قلبي.
منذ عبوري خندق الاستسلام عبرَ أكثر الدروب وعورة واستقامة ومنذ أول جرعة شذى من أول زهرة من بستان شاعرتنا مرشدة جاويش القامة الشاهقة في عالم الإبداع شدني حرفها المميز حيث تجتمع الغزارة مع الدقة والتجدد والثراء الحسي والذي بدوره يعكس جوهر الرؤى في أعماق الذات الباحثة عن الجمال المترافقة مع الحرية والكرامة, لكل حرف تاريخ من التضاد والتفاعل ما بين الدموع والحسرات والفرح المؤجل وربما السعادة المؤقتة العابرة ففي رحلة الإنسان الشغوف صوب الأمان والحرية ثمة منعطفات ومفاصل ومعطيات وأحلام قد تكون ضاربة في العلو غير المتزن وقد تكون شبه هامشية وفقاً لسلم الأولويات لدى كل فرد على حدى.
هنا سنحاول قراءة الحرف وجذره التكعيبي ورؤاه المنبثقة من عيني مرشدة جاويش في إناء يضج بالملوحة وعشق الحياة.
سنحاول الولوج إلى أعماق الأعماق من خلال هذه الشذرة ( يسدلُ الصمتُ أجفان الجسد .. )
هنا نستشفي مكنونات الكائن البشري والمتمثل هنا بالمبدعة مرشدة جاويش من خلال تصويرها المُذهل (يسدلُ الصمت) هنا ثمة تحويل فعل الصمت الذي يدل على السكون الحركي مع السكون الحسي الخارجي أي أن حالة الصمت كما هو شائع ومتعارف هي جامدة ولكن شاعرتنا تُفعل حركة الصمت من خلال فعل يسدلُ أي أن الحركة الساكنة والمتمثلة بالصمت خالفت منطق العقل هنا وتحولت إلى مصدر للتغيير من خلال فعل يسدلُ.
لنكمل المقطع (أجفان الجسد) هنا تختزل شاعرتنا الشطر الميكانيكي للكائن البشري أي الجسد وتشبهه بالعين التي عادةً يتم إغلاقها عند توقف الجسد عن العمل أو ما يسمى الموت هنا تطرح مرشدة جاويش صورة جمالية لمشهد مؤلم والمتمثل هنا ببداية المصير الذي يُعد أحد أهم سؤالين يُرهقان كاهل المرء منذ تعرفه على ألف باء الحياة وحتى اللحظة الأخيرة لهُ في هذا العالم, والسؤلان هما من أين أتينا وإلى أين نحن ذاهبون ( يُسدل الصمتُ أجفان الجسد), تطرح وتجيب معللةً ماهية فعل الصمت الذي تبرزه ليتبوأ المشهد بإسهاب واعٍ ومدرك لعملية تبادل الأدوار على منصة الحياة.
ما المانع أن تلعب الأحاسيس دور الربان على متن سفينة الحياة من خلال تبادل الأدوار بين الكلام والصمت على مسرح الوجع الإنساني.
وبالعودة إلى مفاتيح الأبواب التي تقودنا إلى جوهر الذات الإنسانية المفعمة بهواجس لا نهاية لها ولكن عملية المقاربة تحتاج إلى تحديد ماهية الرغبات الداخلية التي تقود حركة المرء في الظاهر هنا نتحدث عن كائن حسي عميق الروح أي الشاعرة الرائدة مرشدة جاويش التي لا تزال تواظب على المضيّ قُدماً في درب الإبداع المتواصل مرتكزةً على بوصلة الوجع والجمال ومحبة الحياة أي أن لكل كائن هواجسه حسب رغباته وميوله وبالعودة إلى النموذج الإنساني مرشدة جاويش كل عمل إبداعي هو نتيجة لمؤثرات تتجاذب بملحمية تخرج في آحايين كثيرة من إطارها العاقل لتقوم بعملية فك ارتباط مع المتعارف الجامد خشية أن تفقد الحياة أجزاء من جمالها من خلال تحويل طقوسها إلى مشاهد ثابتة أو شبه ثابتة.
مرشدة جاويش شرفة الفرح النازف حتى تعود الينابيع لأصحابها والقلوب إلى بياضها عبر أحلام الفراشات الثائرة.
محمد مجيد حسين

الأحد، 14 أبريل 2024

শিরোনাম: তাহারা মৃত নয়..স্বরচিত: আব্দুল হাশিম বাবুল

 



শিরোনাম: তাহারা মৃত নয়
স্বরচিত: আব্দুল হাশিম বাবুল
Title: They're Not Dead
By: Abdul Hashim Babul
From Dhaka Bangladesh
14.04.2024.
🌿🌹🌿🌹🌿🌹🌿🌹
অনেক কিছু এই জীবনে
দেখছি দুনিয়ায়,
মহান আল্লাহ মহা জ্ঞানী
অসীম তার মায়ায়।
এই দুনিয়ায় অনেক কিছুর
নিদর্শন তার আছে,
মানুষ বলতেই ফিরে যাবো
মহান প্রভুর কাছে।
হাতে তাহারে খেজুর দিলে
দাওনি মুখে নিতে,
শাহাদাৎ এর সম্মান প্রভূর
ছিল সেই কল্পনাতে।
একটা ছবির ধারণা থেকে
বুঝতে পারি খুব,
কয়টা মাসে বৃক্ষ গজায়?
দেহের থাকে রুপ?
যাঁরা আল্লাহর পথে মরছে
তাদের নাই ভয়,
জীবিত তাহারা মৃত নহে
আল ইমরানে রয়।
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀
কপিরাইট সংরক্ষিত।