الخميس، 3 أبريل 2025

البحث عن الذات بقلم الكاتبة عائشة ساكري _تونس

 البحث عن الذات 


وعلى همسات صباح باكر استيقظت، تملكني التعبُ والاكتئابُ، لكنني تجمعت وجمعت شتاتي..ارتديت ملابسي، وهذه ساعتي التي تمثل جزءاً من حياتي أراها عبْرَ الوقتِ والذكرى..هي الوميض الجميل في ذاكرتي الخالدة..كلما دققت النظر فيها، رأيت دقات قلبي النابض بالحب والعطاء اللامتناهي.

وضعت أجمل عطوري وأخذت حقيبتي وسرت في طريقي.

تملكني شعور غريب، ووجدتُ نفسي أسلك طريقاً غير متوقع. كان قراراً صعباً...ماذا لو واصلتُ سيري. 

على أي حال هي رحلة بحث عن الذات..صراع بداخلي وفكر مشوش..هل أواصل طريقي أم ماذا؟

في هذا الصباح تهيأ لي أني أصبت بعشق مباغت!. بعثرني حتى تمزقتُ وأجبرني على أن أتعرى عن شعوري الذي دفنته منذ نشأتي، عن السرّ الدفين الذي خبّأته..كنت أظن أنني في غنى عنه، رغم  أنني تمزقت مرات دون ملل. وكنت أجيب عن تساؤلات تراودني من حين لآخر بأنه لا حاجة لي بعشقٍ مباغتٍ ولا حتى منظّم، فمنذ اللحظات الأولى التي استنشقت فيها عبير أمي وأنا عاشقة متمردة..أنثى لا تخضع لقوانين القوافي ولا نواميس العشيرة.. كنت دائمًا أحسب أنه لا حاجة لي للتعري ومتى كنت مقنعة بما يكفي لأتعرى! غير أن صباحي جاء بغير ما خمنتُ، ثملاً بالحياةِ يناديني للرقص والبكاء..يا له من عنيد مثلي يجمع بين الأضداد ويصرّ على انسجامها قبل بزوغ شمس الصباح التي يتلاشى فيها كل شيء إلاّ الضوء الذي يشبه الخلود.....

لقد تيقنت حينها إني أعيش حالة صراع مع الأنا..حالة من التمزق لا تعرف إحداهما الأخرى..كامْرأة حبلى فاجأها المخاض لأول مرة.

فما بين الصمت والذاكرة، تتوهج المشاعر وتغيب الحروف.

 لن تتوقف الحياة إذا صادفت تمسكاً بها. ولن يكون العمر كله ربيعاً  فالعظمة ليست في ألا نسقط، بل في أن نسقط ثم ننهض من جديد.


عائشة ساكري _تونس

2 أفريل  2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق