الاثنين، 25 مارس 2024

أحــــلام عاشق في ردهات المساء بقلم د. محمد جقاوة

 أحــــلام عاشق في ردهات المساء

..

ـ القصيدة مهداة الى: ق/ م

.

عندما يأتي المساء

و يلف الصمت هاتيك الروابي

و النجودْ

و تعود الشمس كسلى

تتدلى مثل قنديل بعيدْ

خلف هاتيك الهضاب الواجمات

ثم تغفو في أمان

ترسل النور سلالا من أمان

توقظ الأحلام في قلبي العميدْ

تختفي ولهى

تذكّي الشوق في الغيم المديدْ

فيحولْ..شفقا يسحر قلبي

في حناياه يرفّ الحلم

أهفو للقاء.. وعناق..  وغلال..

و سلال من ورودْ

***

عندما يأتي المساء

تشعل الأشواق في قلبي ضرامات

وتحيي لوعة حرّى بأعراص ضلوع

توقظ الأتراح في قلبي الكميدْ

فأغني ..

أنفث الآهات في عذب القصيدْ

جذلا أدخل محرابي ..

أصلي ..

و لعينيك أصوغ الشعر ..

أشدوه ارتجالا

ذاهلا عنّي ..

أناجي فيكَ ذاتي

أيها الغائب ما بين الضلوع

***

عندما يأتي المساء

تتدلى الشمس وسنى

خلف أعلى قمة غربية ..

تهوى الهجوعْ

تتمنى أن تعود

و أنا في معبدي

اقتات شوقا و ضراما

و بعادا قاتل الوقع عنيدْ

تومض الذكرى أمامي

تتجلى ليَّ طيف امرأة حسناء

ما للحسن فيها من مزيدْ

ترتدي النور بهاء و جلالا

تعشق المحراب مثلي..

***

كم أناجي امرأة لا كالنساء

هي تفريد جمال و بهاء

لفظها الشهد شهيّ

هي من بعض معاني بوحها الحلو

يرفّ الشعر باقات اشتهاء

هي كانت قبل بدء الكون ولهى

تعشق الخيل انتصارات

و عزا و إباء

لم تكابر

بعد أن رفّ الضياء

قرأت كلّ الحواميم

و هبّتْ ترسل النور إلى الكون نجاء

شيّدتْ كلّ الحضارات التي ولّتْ و زالتْ

و بعينيها أرى البعث ..

أرى طفلا جميلا يقرأ الإسراء

حلو الكبرياء ..

تعشق الأنغام في خلوة ليل

تنشد الأشعار موال حنين

***

كلّما حان المساء

لي تغنّي

" جادك الغيث إذا الغيث همى

يا زمان الوصل يا حلم اللقاء "

هي في الفجر تصلي النّفل

تحيي العتمات

وإذا حان الضحى رحمى

تريح النفس من وعْث العناءْ

هي في مقلتها أُبْصِر صنعاء تناجي ..

ترتجي بغداد وصلا

سئمت مكر البغاة اللقطاءْ

هي من شهقتها يمتلئ النيلُ نماءً

و عطاءْ

و يلبّي همسة تدعو إلى الوصل

يلبّي واله القلب دمشق الخير

يجزي خيله جذلى عرابا

تعشق الموت كؤوسا

تتحدى الدّهر

تجلي العملاءْ

***

أقبلي مجدا رجاء

أشربي القنديل من زيت اشتاقي

أوقدي الحبّ غلالا من أمان

مدّدي عمري بأحشائك طفلا

ربما في عرصات الدّار

قد يلهو الهلالي

مولعا بالخيل

يحيي مجدنا الماضي

ينقّي الأرض ..

يجلي عن ربوع الوطن المكدود كلّ الخبثاء

***

عندما أدخل محرابي

سويعات المساء

لا أرى إلاّك يا أحلى النساء

أنت حسن عبقري ..

و امتداد عربي

لمعاني المجد

و العـــزّ و صدق الانتماء

.

د. محمد جقاوة

في: 15/03/2024



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق