الأحد، 21 مايو 2023

هواجس بقلم الكاتب جورج عازار ستوكهولم السويد   

 هواجس
في أُذني طَنينٌ وعواصِفُ
وفي عينيّ سحائبُ دُخان
في كَفيّ قوتُ يومي
وتجاعيدٌ وجِراحات
وكأسٌ مُترَعةٌ
ما فَرَغتْ يوماً من الأحزان
شرايينُ دَمي أرضٌ خصبة
تنمو فيها طَحالبُ مِن حنينٍ
وفي روحي تَوقٌ إلى إِبحار
يُلاعبني الموتُ بِخيالاتٍ
وسُجلاتِ وفياتِ الأحلام
يلعقُ الشَّوقُ ما تبقَّى في قَعرِ المَرايا
ويداعبُ ساحِرُ الزَّمان كُرَتَهُ الزُّجاجية
يتمتمُ بتعاويذَ وتمائمَ
كي يوقِفَ مَدَّ الإعصارِ
حافياً كُنتُ أمشي فوقَ لُججِ اليمِّ
أقطفُ زَبدَ البحرِ
وأبيعُ قصائدَي القديمة
في صَمتِ الأَحياءِ الغافيةِ
أرسمُ صُورَ العابرين
وأزيّنُ وجوهَ السِّياحِ
تُمطرُ فوق عيوني ذِّكْرى
وتنتحرُ فوقَ شِفاهي كَلِمة
بالأمسِ وُلِدتُ وقبلَهُ دُفِنتُ
وغداً ألقى حَتفي
غير مأسوفٍ على ما تبقَّى
في جُعبَتي مِن أسْحَار
مركبي ينتظرُ والبحرُ مُغلَقٌ
وحبرُ وَثائقِ السَّفرِ
يفتقدُ بَصمَةَ الإبهام
بالأمسِ كانوا هُنا
رَقصوا حتى الثَّمالة
وذرفوا دموعاً مِن طينٍ ومِن رِمال
وناموا مع بزوغِ الفَجرِ
عُراةً مِثلَ ثِمَارٍ بَريَّة
تتناثرُ في خَريفِ العُمرِ
حولَ جُذوعِ الأشجار
أحرَقت الشَّمُس المُتسلِّلةُ
من خَلفِ الغَيمةِ
بقايا الحَكايا
وذابتْ طوابيرُ الثَّلجِ
فبانت شُعيراتُ
الِّلحى البيضاء
مثلَ وِصمِةِ عارٍ
أخفقت في سَترِ النَّقائصِ والسَوءاتِ
وعلى عجلٍ أخذَت كُلُّ السُّفنِ
تَمخرُ عُبابَ السَّماء
بأشرعةٍ غَنَمَتْها
من جلودِ حِصانِ طُروادة
وريشاتٍ مِن طائِرِ العَنقاء
ومَضَتْ تصطادُ من كُلِّ الفضاءات
شموساً ونجوماً
وتأسرُ كُلَّ الأقمار
وتُلِملِمُ الشُّهُبَ السَّكارى
والغافيةِ في الدُّروبِ
وعلى ناصيةِ الحَاناتِ
فيصيرُ الفجرُ يتيماً
وتُهاجرُ أسرابُ اليَمامِ
وتنسى البلابِلُ الشَّدوَ
وتَغطُّ الفراشاتُ
في جحيمِ السَّبات
جورج عازار ستوكهولم السويد                                 اللوحة للفنان التشكيلي السوري يعقوب اسحق




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق