الأحد، 21 مايو 2023

الشٌكوة.... بقلم الكاتب صلاح لافي/ المكناسي

 الشٌكوة....

المطر يتساقط مدرارا...
جابر،يستمتع باللٌحظات المحبٌبة لديه.
ستٌيني،يحبٌ الأرض حبٌا لا يوصف.
صوت الرٌعد ،يوقظ ابنه البكر .يتقلٌب الطٌالب في فراشه.وهو يتحسٌس ساعته اليدويٌة.
شعبان ،تجاوز عقده الثٌاني بقليل.طالب الهندسة،يحلم بتطوير ضيعة والده..ويمنٌي نفسه بتحسين وضعيٌة أسرته.
الثانية ليلا...ساعتان تفصله عن بدء مراجعته.الامتحانات على الأبواب..سنتان ويحصول الطٌالب على الإجازة...طيلة مسيرته الدرٌاسيٌة،عرف شعبان بتميٌزه.
لحظات ،وسمع شخير الشٌابٌ..رقيٌة ،بدورها ،تتابع نزول الغيث النٌافع..البنت الوسطى ،كريمة،تغطٌ في سباتها.
الفتاة،تستعدٌ لمناظارة الباكالوريا..
دائمة التٌفوٌق..حلمها،أن تصبح محامية..
صغير الإخوة،سميح،يواصل تكوينا مهنيا في تخصٌص ميكانيك سيٌارات.
هوايته منذ صغره..
حال بزوغ الشٌمس،وبعد تناول فطوره برفقة زوجته ،تفقٌد جابر شويهاته وعنزاته.
أحاط زوجته علما بنيٌته ذبح عنز لم تلد لعامها الثٌاني..نادى جاره إبراهيم.
والتحق بقيٌة الجيران بالمكان..استبشارا بالمطر سيقسٌم لحم العنز على من حضر..
بالتٌساوي ،سيدفع ثمنها .
بصوت منخفض ،طلبت رقيٌة من زوجها جلد العنز..ثم راحت تنظفه..وضعت بداخله بعض الملح ،وتركته فوق غصن شجرة الزٌيتون المحاذية للزٌريبة..
مرٌ أسبوع،وبدأت الأعشاب بمختلف أنواعها تظهر جليٌة للعيان..جلد العنز ،بدا جاهزا..أزالت رقيٌة عنه الوبر ..دبغته جيٌدا با'لجداري '
فبدا أحمر الٌلون ..طريٌا.بخبرتها ،أحالت المرأة الجلد ،ل'شكوة'..بدت متوسٌطة الحجم..
ربيع واعد ،فمطر مارس ...ذهب خالص..كما كان يردٌد زوجها ..قبيل انتهاء العطلة ،كانت العائلة على موعد مع أوٌل 'مخضة ' لبن بسواعد رقيٌة ب'شكوتها ' الجديدة..
طعم وريقات شجيرة العرعار زادت شربة اللٌبن مذاقا خاصٌا..كم ودٌ الطٌالب لو تتواصل العطلة وخلالها يستمتع بما تعدٌه والدته من وجبات مضيفة إليها اللٌبن المميٌز..وعدت رقيٌة ابنها ،بحفظ نصيبه من الزٌبدة بجرٌة أشتراها والده منذ يومين..
على عجل ،ودٌع الطٌالب أفراد العائلة..خشية عدم اللٌحاق بالحافلة الوحيدة.
صلاح لافي/ المكناسي .
Peut être une image de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق