السبت، 27 مايو 2023

حملت أشلائي و أشيائي بقلم الكاتبة فاطمة بركون/تونس

 حملت أشلائي و أشيائي

و لاأشيائي
و قصدت السفر العقيم
إلى حيث المجهول البهيم
شققت عباب الغياب
ركبت سفن العذاب
و خضت غمار الهروب
أجر أشلائي و أشيائي
و أحمل حقائب العمر
على عاتقي المكسورة
كسرت هاتفي الذكي
و تركت التلفاز
و الحاسوب
و كل أشياء التكنولوجيا
ورائي
تركت أيام شقائي
و قصدت شقاء آخر
لا تكنولجيا فيه
تسرق أيام العمر
و تمضي
قصدت طريق الذهاب
حاملة معي كما من الذكرى
حفنة من هذا التراب
و كمشة من قبلات أمي
و دمعة من مواقيها
حملت معي حكايات الليل
التي تلوكها إحدى الجارات
و رزمة من الكتب البالية
كتبتها أيام شبابي الأولى
كتبتها و تركتها حزينة
على الرف
لم يرها أحد
و لم يقرأها أحد
و غلفتها طبقات الغبار
هي حكاية عن أحلام طفولتي
عن جدتي العمياء
عن كانونها و قطتها
عن معمورة الطين
و قلة الماء
عن سر أشواقي الدفين
إلى ذلك الماضي
و ذلك الحنين
حملت كل أشلائي معي
إلى حيث لا تدركنا النهاية
إلى حلو العذابات
إلى حيث أضع حقائبي
و أجمع أجزائي
التي تبعثرت مني
ذات مساء
فاطمة بركون/تونس
Aucune description de photo disponible.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق