الجمعة، 26 مايو 2023

ليتني كنت قصيدة ــــــــــ روضة بوسليمي


 ليتني كنت قصيدة

حين رمتني أحزاني في هوّة سحيقة وأسرت فؤادي الأبيّ
أرهقني ضجيج المنافي
ونومي على أرصفة الألم وعتبات العدم ...
فررت من حول جرح غائر إلى حول سنديانة معمّرة وقوّة صبر حكيم ...
أهدّئ من روعة عقل
يسأل النّجاة من حرب شوارع
ملأت الأرض ركام عالَم
كان جميلا...
مذ تكدّر الأفق ...
واغتمّ الشّفق ...
وعزّ العشق /
فتحت مماليك الذّكرى والوجد
ورفعت أعمدة الأفق
لقوافل حمام زاجل
آمن بجدوى الرّسائل
أما حان لي خلع نعال اغترابي ؟!
أما آن لي ، أن أرفع عنّي جنابة البؤس وخَبث الإفك ...؟!
حتّى إذا ما ضممتك
يحلّ لي استراق السّمع
لحديث ضلوعك ...!!
وما أدراك ما حديث ضلوعك ...!!
وكلّي يدعو كي لا أصحو من لذّة الشّهقة ... ؟!
ألا ليتني كنت قصيدة
في ظاهرها رغبة ،
وفي سرّها رهبة
قصيدة تمتح من عين صافية
ما يبرئ الوجع ..
فأتدلّى علامة فارقة
وأبتسم شاخصة ، حارقة ...
كيف يصلكم حديثي بطريقة أخرى
يا معشر السّامعين....؟!
وأغلبه ألم ؟!
وبعضه صفاء ويقين .. ؟!!
متى أكون كذاك الذي يستميت على دفّة
مركبه؟!
كمن يسأل( السّنا )، وعلى لسانه تعويذة المضطرّ ؟!
كمؤرّخ يشهد تفاصيل الحدث
يجمع من المناديل آثار الوجع
كالمغامر المنتصر
لا يعبأ بالأيّام ، تفعل ما تشاء
يمنّي النّفس برحمة الأقدار...بالرّضا
وعدالة أحكام القضاء ...
يقولون ...
-- لمن خفّف عن قلبه
ما لازمه من وحشة
حادثة ، شاردة ، حائرة ...
أجر عظيم ...!!
يجزمون ...
-- لمن حلّق ملء الأفق
لم يشك نزف جناحيه ...والعناء
يتغزّل بنور المكاشفة
أجران ...
والقلب يضاعف لمن عشق
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎بقلمي : روضة بوسليمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق