الأحد، 21 مايو 2023

إحساس تائه بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن البعنه == الجليل == فلسطين

 إحساس تائه
يحتاج كل واحد منا إلى الأمان فالحب وحده لا يكفي
 إحساسك بأنه لا يوجد حائط صلب صلد تتكئ عليه ينجيك من غدر البشر ويكفيك مؤونة النظر إلى الخلف لتستقبل حياتك ومستقبلك إحساس مؤلم بحق يقودك إلى تخيل أشباح موحشة في وجوه من يحبك.
 لكنني أيقنت بان من يمنح حبا ليس كمن يمنح الحب!!!! ما الفرق بين المعنيين؟ سؤال جادت به نفسي لتطرحه على نفسي .فأتى الجواب صارخا من بعيد ملوحا بيده قائلا :
 حب ...الحب نكرة مبهمة في قواعد اللغة ،عطاء مجهول الهوية ، يمنح الإنسان ما لا يريد ويحجب عنه ما يريد ضاربا باحتياجاته عرض الحائط ، إحساس بفقد الاتزان وعدم الأمان إحساس غريب عن داره ووطنه وغريق يتشبث بخشبة صغيرة في خضم بحر هائج ثائر
 إحساس يدفعك إلى الابتسام رغم الألم وكأن حبهم الذي يمنحونه طعنات سيف لقلب مرهق متعب متألم.
 أما الحب ...فهو ذلك الإحساس الجميل الذي تنتشي إليه روحك و تشتاق إليه نفسك ، ذاك الذي ينجيك من غدر الأيام ويجود عليك بالرضا والاحترام وسحر الابتسام ، هو ذاك العطاء الممتد إلى حياة عريضة طويلة حتى نهايات البشر ، هو ذاك البذل المنقوش على صخرة لا تنحني لهبوب الرياح ، هو ذلك الشريان الممتد الذي يصل بين قلبين فيمنحهما الحنان والأمان.
 في كل فترة من فترات حياتي الماضية كنت أجد الحب في عيون كل من حولي فترتاح نفسي و وتهدأ لكنني اكتشفت أنني أبحر وحدي في زورق ليس له شراع ولا مجداف يقودني إلى شاطئ ليس له مرسى وإن ذلك الجدار الذي اتكئ عليه ما هو إلا حائط متهاوي آيلاً للسقوط مع مرور نسائم الربيع الهادئة فكيف برياح الشتاء العاتية .
 سئمت استجداء الأمان ممن فقده
 سئمت استجداء العواطف ممن لا يقدرونها
 سئمت العطاء بإخلاص منقى بلا حدود، واسترداده بإخلاص مشوب برياء مبطن بخديعة، سئمت كل هذا فاستقبلت القبلة ورفعت يداي إلى خلقي بقلب كسير يملأه الخوف والرجاء
 دعوته ربي، ربي جُد عليّ بما تشتاق إليه نفسي، جُد عليّ بأمان يرتاح إليه قلبي.
طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل == فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق