الاثنين، 22 مايو 2023

لقاء ــــــــــ للكاتب التونسي أحمد بن براهيم


 لقاء.. ...

للكاتب التونسي أحمد بن براهيم
في ليلة صيفية صاخبة متمرّدة. جلست بجانبي في ارتياح كشف لي مَا وراء سطوعها. . سألتها وهي تشاكس الأضواء القزحية مثل حديقة عبقة.
- من أنتِ وَماذا تريدين ؟
اجابت في تثنّ وقد ازدادت شفتاها الحمراوان التماعا كما بريق عينيها الجميلتين
- أريد أن تحضنني الشهرة مثل هذا العقد الخانق لعنقي.
- وما سرّ هذا العقد
- قالت مقهقهة لا أقدر على الالتفات إلى الوراء
تماسكتُ وقلتُ: لا بدّ من ثمن للشهرة
قالت : ليكن وما أجمل الخيانة..
مدّت لي كفّيها كياسمينة داعبها نسيم رقيق تحسّستُ أناملها البتلات وبالفطرة تجنبت أشواكها المتربصة في ثناياها …قلتُ مستفزّا وعيناي على نهديها الثائرتين :
- هل تحسنين العدّ والتجزئة …إننا في عالم الأرقام السريعة.
قالت في مكر : بدأت أنفاسك تتلمّس قناعي.. ليكن أعلم أنّ هناك أناسا كثيرين يتخبّطون للمرور فوق رأسي ليمسحوا المستحيل كأبطال الأساطير.. وآخرون يلعقون نعل حذائي كالمجانين ولكن القادم.. – قاطعتها
- كم أعطيت من عمرك وكم بقي منه بين يقظة ونعاس
قالت بصوت منغّم ساخر : بعدد ما بقي لي من وجوه لم أصفعها في هذه الدنيا
قلت : وهل مازالت تخيفك هذه الوجوه ؟
قالت : لقد اختف أغلبها في الغباء كما أني اراها ملء قلبي
واصلت ضاحكة :
- أنتَ ماكر لقد علّمتني في هذه اللحظات كيف أتجزّأ مثل – (المربكة )(البيزل .pizl)وأن أضع ساقا في الصحراء وساقا في الغاب ثمّ ( أعرّي عليهم... ) لأنهم مرضى بفقر الماء علمتني أن أضع يدافي النار ويدافي الماء أن أرصد الليل بعين والنهار بعين وأن أمد نهدا لشاب غرير وثديا لشيخ أدرد الفم
.. سألتها وماذا عن أنيابكِ ومخالبكِ
قهقت عاليا وقالت: لا تستأجر عينيّ لترى بهما ارفع قريحتُكَ لتتأكّد من رقّة ابتسامتي واترك الآن يديّ قبل ان تذيبها
جذبت يديها من يديّ بلطف
قلت مبتسما :
لقد نأيتِ بحسنكِ عني
أنتِ الآن جنية الشعراء المشهورة.
بقلم أحمد بن ابراهيم 5 \ 4\ 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق