السبت، 27 مايو 2023

المتعجرف كيسنجر..”بارع في الكذب” بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 المتعجرف كيسنجر..”بارع في الكذب”

لقد قال ذات مرة، هنري كيسنجر المتعجرف : يستطيع القويّ أن يكذب دون أن يكذّبه أحد،معلنا أنّ القوّة هي الحقيقة الوحيدة. لهذا يكون الإرهاب ما اصطلحت السلطة الأمريكية علي أنّه إرهاب،تاركة المستضعفين يرثون ضعفا مضافا إلي ضعفهم، واستجداء متواترا لن يقيم قرابة أبدا بين الضعف والحقيقة، ولهذا يعاني العالم العربي سياسة أمريكية هي مزيج من غطرسة القوّة والنزعة الصليبية القديمة وروح اكتشافية مؤمنة تساوي ضمنا بين الفلسطينيين والهنود الحمر الراقدين في مقابر لا عدد لها..
لذا،لم يكن المفكر الراحل إدوارد سعيد مخطئا،حين فسّر الهوي الأمريكي لإسرائيل بذاكرة جماعية أمريكية قديمة تري في الصهيوني في فلسطين إمتدادا لـ رواد الغرب الأمريكي القديم..
أصوات الغضب
ومن هنا، قد لا أضيف جديدا إذا قلت انّ النّاس ليسوا من حجر،ولا هم أغبياء،إنّهم يرون استقلالهم مصادرا، وثرواتهم وأرضهم وحياة أبنائهم مستلبة،وأصابع الإتهام التي يرفعونها تتوجّه إلي الشمال:إلي المواطن الكبري للنهب والإمتياز.ولا مناص للترهيب من أن يستولد الترهيب.ولكن..كم صبر المقهورون !
إنّ أصوات غضبهم تُسمَع اليوم،والعذابات اليومية التي كانت تجري في أماكن قصيّة ذبيحة وصلت أخيرا إلي ـ ديار الطغاة.
وبالعودة إلى هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق،نشير إلى أنّ هذا الأخير أكّد أن إيران هي ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة التي سيتوجب فيها على إسرائيل قتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط.
احتلال 7 دول
وقال كيسنجر في حديث أجراه مع صحيفة “ديلي سكيب”الأميركية ونشرته وكالة الأنباء ‘أونا’ :” لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لإحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظرًا لأهميتها الإستراتيجية لنا خصوصا أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون “الانفجار الكبير” والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأميركا وسيكون على إسرائيل القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط.
وأضاف أن طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكل تأكيد “أصم”.
وأشار كيسنجر إلى أنه إذا سارت الأمور كما ينبغي، فسيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل وقال:”لقد تلقى شبابنا في أميركا والغرب تدريبا جيدا في القتال خلال العقد الماضي وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك “الذقون المجنونة”فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم إلى رماد.”
وأوضح كيسنجر أن إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أميركا وإسرائيل لكل من إيران وروسيا بعد أن تم منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة وبعدها سيسقطان وللأبد لنبني مجتمعا عالميا جديدا لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية السوبر باور وقد حلمت كثيرا بهذه اللحظة التاريخية.”
انهيار الأنظمة العربية
ثم تساءل:” (هنري كيسنجر) في الآونة الأخيرة إذا ما كان من الصواب إقامة دولة عربية أخرى في ظل انهيار الأنظمة العربية القائمة،وفي ظل تصاعد قوة داعش وازدياد قوة وتأثير ايران على رأس المعسكر الإسلامي الشيعي.اهارون ميلر أيضا الذي كان على صلة وتحت الإدارات الأمريكية في مفاوضات الحل السياسي بين اسرائيل والفلسطينيين،تساءل في مقال له في صحيفة “وول ستريت جورنال”إذا كان العالم بحاجة الآن إلى دولة فلسطينية فاشلة.وهذا ما كتبه: “قبل عقد عندما أجريت مفاوضات في الشرق الاوسط، كان مجرد طرح السؤال بمثابة كفر في نظر مؤيدي السلام… ولكن على ضوء الفوضى المنتشرة في المنطقة لا توجد اليوم اسباب جيدة للتعامل مع هذا الخيار (أي اقامة دولة فلسطينية) بحذر وتشكك؟”.
ثم يقول كيسنجر وميلر أيضا إن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لا يوجد له تأثير كبير على باقي الأمور السيئة التي تحدث في الشرق الاوسط،هذا على عكس الرأي السائد في بعض الأوساط في واشنطن وعواصم أوروبا. وهذه ليست الأصوات الوحيدة في الولايات المتحدة التي بدأت تشكك بفرصة أو حكمة التوصل إلى”حل الدولتين” وبالسرعة الممكنة.في الوقت الذي ما زال هناك من يلقي فيه اللوم على الحكومة الإسرائيلية بسبب الجمود في المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وعلى المستوطنات وغيرها، فان هناك المزيد والمزيد من الجهات التي أصبحت على وعي أن العقبة الحقيقية في الرفض الفلسطيني بالتعهد،أو حتى نقاش أمور مثل “حق العودة”والحدود والقدس والإعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي،بدأوا يفهموا أن الرفض الفلسطيني ليس تكتيكيا وإنما استراتيجيا.والأمر المفضل لديهم هو السعي إلى انجازات سياسية عن طريق الأمم المتحدة وأطر دولية اخرى-تحت غطاء العنف المنظم أو العفوي في الميدان.
خلاصة القول”يستطيع القويّ أن يكذب دون أن يكذّبه أحد،بإعتبار أنّ القوّة هي الحقيقة الوحيدة.”
ومن هنا فالمتعجرف كيسنجر..”بارع في الكذب”

محمد المحسن

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق