الأحد، 23 مايو 2021

* فاجعة انتصارنا ... شعر مصطفى الحاج حسين

 * فاجعة انتصارنا ...

شعر : مصطفى الحاج حسين .
تقصّفتْ أغصان المدى
وتهشّمتْ أسنان الرياح
ضاق عليّ الفضاء
وَبكتْ في دمي الغيوم
تهاطل الخراب على بلدي
والموت عاث فساداً
في طرقات الطّفولة
كأنّ الكره اعتمر الحدود
يتصيّدنا الانفجار
في كلٌ نسمة تخطو
تنوح الأشجار على عصافيرها
وتراب الوطن يلفظ أنفاسه
الدّم يتدفّق من شرايين
الأرصفة
وتنهار عزيمة الجدران
تجدِ الشّمس تنزف
وترى القمر مبتور الأطراف
براكين تقذفها الجثث
وأعاصير تعصف بالقلوب
أيا وطني توقّف
بهاجمكَ الهلاك من كلّ صوب
سكاكين تبقر دهشتنا
وتنغرز في ظهر النّدى
انظروا ..
ماذا حلّ بورود بلادي
والفراشات فقدت أجنحتها
لم يبق سوى صوت التّحشرج
بأيدينا نزهق نضارة الغد
ونفرش لليباس دهشتنا
نبحث عن خلاص من الرّمضاء
ونستجير بأيدي العدم
يأكلنا من زرعناه !!
ويلبسنا من خطنا له برده !!
ياالله أغثنا
ماذنب سنابلنا لتحترق ؟!
تعرّينا من الماء
وتحوّلتْ ألفتنا إلى أشلاء
وصرنا لا نجيد غير القتل
رذيلة الكون غدونا
وعهر الانتماء
بايعنا الغرباء
على انتهاك كرامتنا !!
سلمنا لهم زمام أعراضنا
أصبحنا قطعاناً من الخونة
نحرص على مصالح الغزاة
ونرفع ..
راية الخراب
وباستماتة نعمل
على قتل ما تبقى منّا
ونعدّ هذا انتصارنا ! *.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
Peut être une image de une personne ou plus

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق